أخبار

إدانة ترمب… هل تؤثر على حظوظه في الانتخابات؟

شكلت إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بـ34 تهمة جنائية من هيئة محلفين في نيويورك منعطفاً تاريخياً. فهي المرة الأولى التي يُدان فيها رئيس أميركي سابق بجناية، وتفتح الباب أمام احتمال سجنه في وقت يواصل فيه حملته للعودة إلى البيت الأبيض.

ويواجه ترمب، المرشح الجمهوري للرئاسة، احتمال السجن، بعد أن أدانته هيئة محلفين في نيويورك بـ34 تهمة جنائية في قضية تزوير وثائق للتغطية على مبلغ مالي دفعه لشراء صمت ممثلة إباحية قبل انتخابات عام 2016.

يأتي الحكم قبل زهاء 5 أشهر من يوم الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، التي يمثل فيها ترمب الحزب الجمهوري في مواجهة الرئيس الديمقراطي جو بايدن.

 

ترمب بعد إدانته في محاكمته الجنائية في مدينة نيويورك (أ.ف.ب)

 

لكن هل ما زال بإمكان ترمب أن يُنتخب رئيساً؟

هذا الحكم لن يمنع ترمب من مواصلة ترشيحه، علماً بأن المتوقع أنه سيستأنف هذا الحكم، ويمكن لعملية الاستئناف أن تأخذ سنوات.

وفقاً لتقرير شبكة «سي إن إن»، دأب أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس، ريتشارد إل. هاسن، وأحد الخبراء البارزين في البلاد في مجال قانون الانتخابات، على التأكيد على أنه لا يوجد في دستور الولايات المتحدة ما يمنع المجرم المدان من الترشح لأعلى منصب في البلاد.

وكتب هاسن في مدونته الخاصة بقانون الانتخابات يوم الخميس: «من الناحية القانونية، لا شيء يتغير مع وضع ترمب كمرشح».

وتابع هاسن: «لا يحتوي الدستور إلا على مؤهلات محدودة للترشح للمناصب (أن يكون عمرك 35 عاماً على الأقل، وأن تكون مواطناً طبيعياً، وأن تكون مقيماً في الولايات المتحدة لمدة 14 عاماً على الأقل)».

بالإضافة إلى ذلك، لا تستطيع الولايات حرمان ترمب من الترشح بسبب جهوده لإلغاء انتخابات 2020 بسبب حكم المحكمة العليا في وقت سابق من هذا العام، كما قال هاسن، «ولا يمكنهم إضافة مؤهلات مثل إزالة المجرمين المدانين من الاقتراع».

هل تأثرت حظوظ ترمب بالانتخابات؟

تشير استطلاعات الرأي إلى أن إدانة ترمب لن تؤثر كثيراً على حظوظه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن قد يكون لها بعض التأثير الهامشي الذي ربما يحسم نتيجة انتخابات متقاربة، حسب تقرير لصحيفة «بوليتيكو».

وأشارت الصحيفة إلى أن نتائج الانتخابات الرئاسية من المرجح أن تكون متقاربة، حتى التأثير الهامشي يمكن أن يكون مهماً. وهناك بعض الأدلة في استطلاعات الرأي على أن بعض الناخبين على الأقل يمكن أن يتأثروا.

وبينما لا يعني ذلك بالضرورة أن الجمهوريين سيتراجعون فجأة عن دعم ترمب، بل يمكن أن يكون الأمر ببساطة أن البعض يبتعد عنه، من أجل التصويت لطرف ثالث أو عدم التصويت على الإطلاق.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وجد استطلاع لجامعة كوينيبياك أنه حتى بين مؤيدي ترمب، قال 6 في المائة إنهم ربما لن يصوتوا له إذا أدين.

بالمقابل، قد تكون الإدانة حافزاً لقاعدة ترمب للإقبال بكثافة على التصويت دعماً له، وهو ما يحاول الترويج له.

وعلى الجانب الآخر، أشارت «بوليتيكو» إلى أن الديمقراطيين وحلفاء الرئيس جو بايدن ليسوا على وفاق حول كيفية التعامل مع حكم الإدانة الصادر ضد ترمب، فيما يتبنى البعض نهجاً حذراً، ويصدرون بيانات قصيرة وبسيطة حول تحقيق النظام القانوني للمساءلة.

ويستغل آخرون قرار هيئة المحلفين لوصف الرئيس السابق بأنه غير لائق لتولي منصب الرئيس مرة أخرى.

وحسب الصحيفة، فإن الأعين ستتحول الآن نحو محاكمة هانتر بايدن، نجل الرئيس، الأسبوع المقبل، ما يتيح للجمهوريين فرصة للهجوم والمقارنة بين المحاكمتين.

هل ستكلف الإدانة ترمب حقه في التصويت؟

على الرغم من أن ترمب، باعتباره مقيماً في فلوريدا، يخضع لقواعد الولاية الصارمة التي تحرم بعض الأشخاص المدانين بارتكاب جرائم جنائية من حقهم في التصويت، فإنه قد يستفيد في النهاية من الطريقة التي سهّل بها المشرعون في نيويورك في عام 2021 على المجرمين استعادة حق التصويت، وفق «سي إن إن».

عندما يتعلق الأمر بحكم مانهاتن الصادر للتو، فإن حق ترمب في التصويت في فلوريدا في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) سوف يعتمد على ما إذا كان سيُحكم عليه بالسجن لمدة معينة، وما إذا كان قد انتهى من قضاء عقوبة السجن بحلول وقت الانتخابات.

وتمنع فلوريدا المجرمين من التصويت حتى ينتهوا من كامل مدة عقوبتهم، بما في ذلك أي إفراج تحت الإشراف، وحتى يدفعوا أي غرامات ورسوم مرتبطة بذلك. كان هذا المطلب الأخير موضوعاً للتقاضي بعد أن أقر المجلس التشريعي الذي يقوده الحزب الجمهوري في فلوريدا تشريعاً قوض تعديلاً دستورياً للولاية يسمح للأشخاص المدانين بارتكاب جنايات باستعادة حق التصويت.

ينطبق حظر التصويت على المجرمين في فلوريدا على الأشخاص ذوي الإدانات خارج الولاية. ومع ذلك، إذا كانت إدانة أحد سكان فلوريدا خارج الولاية، فإن فلوريدا تخضع لقوانين تلك الولاية فيما يتعلق بكيفية استعادة المجرم لحقوقه في التصويت.

في نيويورك، بفضل قانون عام 2021، يستعيد الأشخاص المدانون بارتكاب جنايات حقهم في التصويت بمجرد انتهاء فترة سجنهم، حتى لو كانوا لا يزالون خاضعين للإفراج المشروط. وهذا يعني أن ترمب لن يُحرم من حقه في التصويت في فلوريدا إلا إذا كان يقضي عقوبة السجن بسبب إدانته في مانهاتن وقت الانتخابات.