أخبار

بايدن يستخدم ذكرى هجمات 6 يناير للتحذير من خطر ترمب على الديمقراطية

يخطط الرئيس الأميركي جو بايدن لاستغلال ذكرى السادس من يناير (كانون الثاني) والهجمات التي شنها مناصرو الرئيس السابق دونالد ترمب على مبنى الكابيتول، لتحذير الناخبين من أن خصمة الجمهوري يشكل تهديداً وجودياً للقيم الديمقراطية الأميركية.

ووفقاً لمديري الحملة الانتخابية، سيلقي بايدن خطاباً في مدينة فالي فورغ في ولاية بنسلفانيا يوم السبت في ذكرى أعمال الشغب على مبنى الكابيتول، وقد تم اختيار هذا الموقع بهدف استحضار مشهد محوري من تاريخ الثورة الأميركية ضد بريطانيا، ففي هذا المكان، قبل 250 عاماً، قاد فيه الرئيس جورج واشنطن تحالفاً من الميليشيات والقوات الأميركية للقتال من أجل الديمقراطية والاستقلال عن إنجلترا.

وتحاول حملة بايدن المقارنة بين الرئيس جورج واشنطن الذي تنازل طوعاً عن السلطة بعد أن شغل منصب أول رئيس للبلاد والرئيس السابق دونالد ترمب الذي لا يزال يرفض قبول نتائج انتخابات 2020.

وقالت مديرة الحملة جولي شافيز رودريغيز في مؤتمر تليفوني مع الصحافيين الثلاثاء: «بالرغم من التوقعات بأن يفوز ترمب لترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق الانتخابي، فإن اختيار الناخب الأميركي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لن يكون اختيارات بين فلسفات حكم متنافسة، وإنما سيكون حول كيفية حماية ديمقراطيتنا والحريات الأساسية لكل أميركي». وأضافت «التهديد الذي شكله دونالد ترمب في عام 2020 على الديمقراطية الأميركية أصبح أكثر خطورة في السنوات التي تلت، ورسالتنا واضحة للناخبين وهي أننا ندير حملة على اعتبار أن مصير ديمقراطيتنا يعتمد عليها».

ترمب «الديكتاتور»

وأشار نائب مدير الجملة كوينتين فولكس أن اختيار موقع فالي فورغ كان متعمدا للتوضيح بشكل مباشر أن الديمقراطية والحرية هما الأفكار التي وحدت المستعمرات الأميركية الثلاث عشرة، ومات من أجلها الجنود الأميركيون. وأضاف أن المقارنات بين فالي فورغ وانتخابات هذا العام مشروعة، مشيرا إلى تصريحات للرئيس السابق دونالد ترمب، أنه سوف يفكك الديمقراطية ويدمرها إذا أعيد انتخابه وأنه يريد أن يصبح ديكتاتورا.

وقال مايكل تايلر، مدير اتصالات حملة بايدن، إن على الأميركيين أن يدركوا «خطورة وأهمية اللحظة التي نعيشها جميعاً، لأن المرشح الرئيسي لحزب كبير في الولايات المتحدة يترشح لمنصب الرئيس حتى يتمكن من تفكيك وتدمير ديمقراطيتنا بشكل منهجي». وشدد أن «ترمب يدير حملة انتقامية، ويسعى مع أنصاره للوصول للسلطة وليس لديهم مصلحة في حماية الديمقراطية».

وتتعامل حملة بايدن الانتخابي مع الرئيس السابق دونالد ترمب باعتباره خصمهم الفعلي في الانتخابات العامة، ويسعون لتصوير المعركة الانتخابية بأنها ليست اختيارا تقليديا بين اثنين من المنافسين، وإنما معركة وجودية لإنقاذ الولايات المتحدة من خطر كبير.

بايدن حامي الديمقراطية

ويسعى بايدن في خطابه إلى تذكير الناخبين بجهود ترمب للتشبث بالسلطة بعد خسارته انتخابات 2020 والتمرد العنيف في واشنطن قبل ثلاث سنوات، حينما هاجم حشد من أنصار ترمب مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، في محاولة لمنع الكونغرس من التصديق على نتائج الانتخابات.

ويأتي الخطاب يوم السبت قبل أسبوعين من بدء المؤتمرات الحزبية الجمهورية في ولاية أيوا مع استمرار قدرة ترمب على بسط نفوذه وسيطرته على التحضيرات التمهيدية للحزب، حيث لا يزال يتقدم بفارق كبير في استطلاعات الرأي عن بقية المرشحين الجمهوريين المحتملين، كما أظهر استطلاع جديد لصحيفة «يو إس توداي» صدر يوم الاثنين أن بايدن يتخلف بفارق ضئيل عن ترمب بنسبة 39 في المائة إلى 37 في المائة على المستوى الوطني بعد مرور ثلاث سنوات على الهجوم على مبنى الكابيتول.

وقال 37 في المائة من الناخبين في استطلاع أجرته صحيفة «واشنطن بوست» بالتعاون مع جامعة ميريلاند، إن ترمب يتحمل «قدراً كبيراً» من المسؤولية عن الهجوم، بينما قال 16 في المائة: «يتحمل قدراً جيداً». كما وجد الاستطلاع أن أكثر من ثلث الأميركيين يعتقدون أن انتخاب بايدن كان غير شرعي، على الرغم من نقص الأدلة على ذلك.

كما يظهر اختيار ولاية بنسلفانيا بصفتها موقعا لإلقاء الخطاب، أهمية هذه الولاية المتأرجحة التي يسعى بايدن للفوز بها وقد قام بزيارتها عدة مرات، وهي إحدى الولايات الرئيسية التي فاز بها بايدن في عام 2020 بفارق ضئيل على ترمب لا يتجاوز نقطة مئوية، وقد فاز ترمب بهذه الولاية في عام 2016 بهامش أقل من نقطة مئوية في المنافسة مع هيلاري كلينتون.

واختار بادين مدينة فيلادلفيا (بولاية بنسلفانيا) مقرا لحملته في عام 2020، وعقد بها أول تجمع انتخابي في حملة إعادة انتخابه في أبريل (نيسان) 2023، وكانت أيضا المكان الذي ألقى فيه خطاباً مهماً قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2022.

ومن المقرر أن يتوجه بايدن إلى مدينة تشارلستون بولاية كارولاينا الجنوبية يوم الاثنين لإلقاء خطاب في الكنيسة التي شهدت مقتل تسعة أشخاص في حادث إطلاق نار جماعي ضد السود في عام 2015، ويجسد المكان المعركة التي يحاول بايدن الترويج لها ضد العنف السياسي والتفوق الأبيض.