كتب ودراسات

“ملكة جمال أمريكا للمسنات” واجهة للشيخوخة “الإيجابية”

أقيمت يوم الخميس 19 أكتوبر 2017، في الولايات المتحدة، مسابقة “ملكة جمال المسنات” لكي تكون واجهة “للجوانب الايجابية للشيخوخة” بمشاركة نساء تجاوز عمرهن الستين من مشارب الحياة المختلفة، من طبيبة نفسية ورئيسة شركة وموظفة سابقة في “السي آي ايه”.

وقد فازت باللقب لعام 2017 كارولين سلايد هاردن وهي مغنية سابقة تبلغ 73 عاما في أحد فنادق اتلانتيك سيتي في نيوجيرزي المعروفة بانتشار الكازينوهات في أرجائها والعدد الكبير للمتقاعدين فيها.

وتقول سلاي هاردن “إنها سن الاناقة وهي البداية وليست النهاية”.

وقد تألقت بفستانها الحرير وتسلحت بأصولها المحلية وبسمتها العريضة وبشرتها الرائعة لتفوز بالمسابقة بسهولة بعد سنتين على وفاة زوجها الذي امضت معه أكثر من خمسين عاما. وهي كانت تحمل لقب ملكة جمال نيوجيرزي.

ويزخر نادي “ملكة جمال أمريكا للمسنات” مع كل هؤلاء النساء اللواتي بلغ بعضهن عمر التسعين، بتجارب السرطان والطلاق والترمل. وقد استحدثت المسابقة في عام 1971.

لا لملابس البحر

لكن مهما كانت المحن التي مررن بها، تجمع هؤلاء النساء على إن الآوان لم يفت للقيام بخطوات رقص قليلة والغناء وارتداء فستان براق.

وتهدف المسابقة إلى “الترويج للجوانب الإيجابية للتقدم بالسن” في وقت يستمر عدد المسنين بالارتفاع في الولايات المتحدة. فعدد الذين هم فوق سن الخامسة والستين بلغ 47,8 مليون أمريكي في العام 2015 أي 15 % من مجموع السكان. وقد يرجح أن يرتفع هذا العدد إلى 98,2 مليونا بحلول عام 2060 (25 %).

وفي مسابقة أتلانتيك سيتي، لا مرور بلباس البحر للمشاركات اللواتي اتين من كل الولايات الأمريكية، بل بفساتين رائعة وتسريحات شعر جميلة وتبرج متألق.

وعند مرور ملكة جمال فلوريدا يصرخ رجل عاليا وبفخر “هذه والدتي”.

وتوضع العلامات للمتسابقات في أربعة اختبارات. فثمة مقابلة ثم تلخيص في 35 ثانية “لفلسفتهن في الحياة” ومرور بالفستان وعرض “الموهبة”.

فقد أثبتت ملكة جمال تينيسي أنها لا تزال ترقص مثل راقصة محترفة مع دوران والتفاف في حين غنت ملكة جمال ماساتشوستس وهي ترتدي تنورة لرقص “فرانش كان كان”، أغنية “مامبو ايطاليانو”، فيما كانت ملكة جمال فيرجينيا تشبه جولي اندروز في فيلم “ساوندز أوف ميوزيك”.

وشاركت في إحياء السهرة فرق راقصات مسنات هن ايضا، رقصن السوينغ بقبعات زهرية فيما أدت اخريات أغاني الراب بشعر أشقر مستعار وجوارب سوداء.

وصرخ رجل من آخر القاعة “رائع! رائع!”

وتقول فرانسيس كورتيس جونسون (68 عاما) التي شاركت في المسابقة ممثلة العاصمة الفدرالية واشنطن “هوليوود لا تفكر إلا بالشباب. يجب أن ينظر إلى جمال الشيخوخة. الحياة هي أن نتقدم في السن، علينا أن نتقبل ذلك وأن نستغله”. وتنوي كورتيس جونسون أن تستمر في عملها كأمينة سر إدارية حتى سن السبعين على الأقل.

“سندريلا”

بعض المشاركات معتادات على مسابقات الجمال فيما بعضهن الآخر يخوض المغامرة للمرة الاولى على غرار ملكة جمال اوريغن دايان هيناسي باول (61 عماما) وهي طبيبة نفسية متخصصة في أعراض “ما بعد الصدمة” لا تزال تمارس عملها.

وتقول ضاحكة “يرى الناس أنى اشبه ساندريلا. لم أفكر يوما أنى جميلة!”

أما ملكة الجمال المتوجة كارولين سلايد هاردن فترى أن ما من حل سحري للبقاء متألقة حتى بعد تجاوز السبعين.

وتقول سلايد هاردن وهي رئيسة شركة تمارس الرياضة صباح كل يوم “ينبغي الصلاة والأكل بطريقة سليمة”.

وهي أم لولدين وجدة لثلاثة أحفاد وكانت تغني في الستينات وتعرف المغنية الشهيرة ديون وارويك وتدير جوقة كانت تغني فيها ويتني هيوستن وهي طفلة.

وتقول عبارة “مسابقة جمال” تخيف الكثير من الناس “إلا أنها أكثر من ذلك بكثير إنها الجمال الداخلي”.

وبعد فوزها تأمل سلايد هاردن التعريف بهذه المسابقة ومساعدة المسنين عبر الولايات المتحدة. ويدعمهما ولداها كل الدعم شرط “ألا اعتمر التاج في السوبرماركت”.

اترك تعليقاً