تاريخ

فى مذكرات جورج بوش عن 11 سبتمبر.. يصفه بيوم النار.. ويعترف: أحبطنى

يمثل يوم الحادى عشر من سبتمبر عام 2011، الأسوأ فى التاريخ الحديث للولايات المتحدة الأمريكية، فقد تحولت أكبر دولة فى العالم إلى ضحية لمنظمات إرهابية. 
وقع اليوم الأسود، كما يطلق عليه الأمريكون، فى السنة الأولى من حكم الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش، والذى تم انتخابه فى يناير مطلع  2001.
والرئيس جورج بوش تحدث فى مذكراته والتى نشرت بعد خروجه من منصبه بعامين بعنوان “قرارات مصيرية” عن 11 سبتمبر واصفا إياه بـ يوم النار.
مذكرات جورج بوش
فى البداية قال “بوش” عن وقت وقوع الحادث، حيث كان يتفقد مدرسة ابتدائية تحمل اسم “إيما أى بوكر”، حتى فاجأه مستشاره كارل رؤف بخبر تحطم طائرة بمركز التجارة العالمى، وهنا يقول بوش”ذهلت.. لابد أن الطيار كان الأسوأ فى العالم.. كيف أمكنه الأصطدام بناطحة سحاب فى يوم قليل الغيوم”.
بوش كان يعتقد فى بداية الأمر أنها طائرة خفيفة، بل طائرة تجارية، وهو ما نفاه له موظفو البيت الأبيت من خلال اتصالات أجراها خلال وجوده بالمدرسة.
فى بداية الأمر رفض بوش إنهاء جولته، وآثر الاستمرار، خوفا على صدمة الأطفال الصغار حيث يقول “حركتنى غريزتى فأيقنت أن رد فعلى سوف يُسجل ويبث فى جميع أنحاء العالم، وستكون الأمة فى صدمة، ولا يجوز أن يكون الرئيس كذلك، لو انسحبت على عجل لخاف الأطفال وترددت موجات فى الذعر فى جميع أنحاء العالم.
احداث 11 سبتمبر (1)
ومع توالى الأخبار التى جاءت للرئيس الأمريكى أيقن أن بلاده فى حالة حرب، وقال: “كان من الممكن أن يكون تحطم الطائرة الأولى حادثة، أما الثانية فكانت هجوما بالتأكيد، والثالثة كانت إعلان حرب”.
وذكر بوش عن أول قرارات اتخاذها بعد مغادرته، حيث أجرى اتصالا بنائبه ديك تشينى، لاتخاذ بعض القرارات من الجو، ليقوم الأخير بتنفيذها على الأرض، الأول هو إعطاء أمر بإطلاق النار على الطائرات المخطوفة واصفا ذلك بأن إسقاط طائرة يمكن أن ينقذ أروحاً لا تحصى على الأرض، والثانى كان بضرورة أن يكون بيانه من داخل البيت الأبيض ليطمئن الأمريكيين، واعتبر بوش ذلك أول قرارته كقائد للقوات المسلحة فى زمن الحرب.
تحدث بوش أيضا عن التنقاض والتضارب فى الأخبار، خاصة أن تكنولوجيا الاتصالات على متن طائرته الرئاسية كانت تعيسة، وهو ما جعل يعتمد على الأخبار التليفزيونية ومن خلال الاتصال بمساعديه ديك وكوندى، ويقول: “عندما كنا نتلقى المعلومات، كانت غالبا متناقضة وأحيانا خاطئة تماما، وكنت أعانى من ضباب الحرب، فقد وردت تقارير عن انفجار قنبلة فى وزارة الخارجية وحريق فى الميدان الوطنى فى واشنطن، وخطف طائرة ركاب كورية باتجاه الولايات المتحدة، واتصال يهدد طائرة الرئيس، وجاء التقرير الأكثر غرابة عندما أبلغت بأن جسما غريباً متجها نحو مزرعتنا فى كراوفورد”.. وتابع “تبين لاحقا أن كل هذه المعلومات كاذبة”.
احداث 11 سبتمبر (3)
بوش الابن تحدث عن ما وصفه ببطولات ركاب الرحلة رقم 93، بعد أن عرفوا بالهجوم فاقتحموا غرفة القيادة، ويضيف قائلا: “لخصت لجنة 11 سبتمبر فى وقت لاحق إلى أن ثورة الركاب على متن الرحلة 93 قد تكون أنقذت مبنى الكابيتول أو البيت الأبيض من الدمار”. وتابع: “لقد شكل تصرفهم أحد أكثر الأعمال شجاعة فى التاريخ الأمريكى.
الرئيس الأمريكى الأسبق قال أن رفع مستوى الاستعداد العسكرى إلى “ديفكون ثلاثة” للمرة الأولى منذ حرب مصر مع إسرائيل عام 1973، حيث زادت المنشأت الأمنية الأمريكية فى جميع دول العالم تمثيلها.
وتحدث بوش عن فشله فى الخروج إلى الشعب الأمريكى من البيت الأبيت، نظرا لرفض مساعديه ورأى عملاء الأمن السريون، ذلك، وهو ما جعله يتأخر عدة ساعات بسبب الترتيبات الأمنية.
وفى حديثه عن تنظيم القاعدة “طالبان” أكد أن الاستخبارات الأمريكية أخطأت وفاتتها مسأئل كثيرة بشأن معلوماتها عن الحادث، حيث رصدت معلومات تقول إن الهجمات ستقع خلال الصيف فى السفارات فى الخارج.
احداث 11 سبتمبر (2)
بوش تحدث عن الشلل التى تعرض لها الطيران المدنى يوم 12 سبتمبر، فى البلاد، وعن العربات الحربية التى تجوب شوارع العاصمة واشنطن، وتحدث عن إحباطه بعدما كان ينوى أن يركز عمله خلال فترته الرئاسية على السياحة المحلية، والآن أصبح تركيزه الوحيد هو الحرب، وهو وضح من استخدامه من المادة 5 من ميثاق حلف الناتو، والذى يعتبر أى هجوم على أى دولة عضو بمثابة هجوم على الجميع.
بوش أشاد برئيس الوزراء اليابانى حينها جونيتشيرو كويزومى والذى اعتبر الهجوم ليس للولايات المتحدة فقط بل على الحرية والديمقراطية.
واعتبر بوش يوم 14 سبتمبر اليوم الأكثر إلهاما له فى حياته، خاصة فى نيوريورك، وذلك بعد أن تجمع المواطنون، واحتشد الكثير فى الكاتدرائية الوطنية، بحضور الروساء السابقيين فيقول: “أمضيت قدرا كبيرا من الوقت فى نيويورك على مر السنين. لكن فى 14 سبتمبر شعرت لأول مره بطابع المدينة الحقيقى”.
احداث 11 سبتمبر (4)أحداث 11 سبتمبر

اترك تعليقاً