قال المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، جو بايدن، إن تحرك الرئيس دونالد ترامب لتعيين بديل للقاضية المحكمة العليا الراحلة روث بادر جينسبيرغ قبل الانتخابات الرئاسية يعد “إساءة استخدام للسلطة”.
وقال ترامب إنه سيرشح الأسبوع المقبل امرأة لتحل محل غينسبورغ.
وحث بايدن الجمهوريين في مجلس الشيوخ على تأخير التصويت على الترشيح.
وتوفيت غينسبورغ، وهي من أيقونات الليبرالية والنسوية، يوم الجمعة عن 87 عاما.
ويخشى الديمقراطيون من أن يصوت الجمهوريون لتحقيق أغلبية محافظة استمرت لعقود في أعلى محكمة في البلاد.
والتوازن الأيديولوجي للمحكمة المكونة من تسعة أعضاء أمر حاسم في أحكامها بشأن أهم القضايا في القانون الأمريكي.
ماذا قال بايدن عن قرار ترامب؟
وخلال خطاب ألقاه في المركز الدستوري في فيلادلفيا الأحد قال بايدن إن الرئيس “أوضح أن الأمر يتعلق بالسلطة، بكل وضوح وبساطة”.
وقال “دستور الولايات المتحدة يسمح للأمريكيين بفرصة أن يُسمع صوتهم .. وينبغي أن يُسمٍعوا صوتهم .. يجب أن يوضحوا أنهم لن يدعموا إساءة استخدام السلطة”.
وقال “أناشد هؤلاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ – أرجوكم اتبعوا ضميركم، ودعوا الناس يتحدثون”.
وأيد اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، وهما ليزا موركوفسكي وسوزان كولينز، تأجيل التصويت إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وإذا انضم إليهما عضوان جمهوريان آخران في مجلس الشيوخ، فيمكنهم منع أو على الأقل تأخير التصويت، حيث يتمتع الجمهوريون بأغلبية ستة فقط في مجلس الشيوخ.
وفي حالة تعادل الأصوات، يسمح دستور الولايات المتحدة لنائب الرئيس مايك بنس بالإدلاء بصوت ترجيحي.
وقال بايدن إنه إذا فاز في الانتخابات الرئاسية، فيجب سحب مرشح ترامب. وقال إنه سيتشاور بعد ذلك مع أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين قبل طرح اختياره.
وأضاف أنه سيكون من الخطأ نشر قائمته الخاصة بالمرشحين المحتملين للمحكمة العليا الآن لأن هذا قد يعرض بعض القضاة لهجمات سياسية.
لكنه قال إن اختياره الأول للمحكمة العليا “سوف يصنع التاريخ كأول امرأة أمريكية من أصل أفريقي في المحكمة”.
ماذا قال ترامب عن خليفة غينسبيرغ؟
تعهد ترامب بأن يشهد أداء خلف غينسبيرغ اليمين الدستورية “دون تأخير”.
وقال في تجمع انتخابي في فايتفيل بولاية نورث كارولينا يوم السبت “أعتقد أنه ينبغي أن تكون امرأة لأنني في الواقع أحب النساء أكثر من الرجال”.
وفي وقت سابق، أشاد ترامب بقاضيتين تعملان في محاكم الاستئناف الفيدرالية كخيارين ممكنين. والقاضيتان إيمي كوني باريت وباربارا لاجوا هما من المحافظين الذين سيقلبون ميزان المحكمة العليا لصالح الجمهوريين.
وعارض الديمقراطيون بشدة أي ترشيح قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، بحجة أن الجمهوريين في مجلس الشيوخ منعوا اختيار الرئيس الديمقراطي باراك أوباما للمحكمة العليا الأمريكية في عام 2016.
وفي ذلك الوقت، برر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الخطوة على أساس أنها سنة انتخابات. لكن السيناتور ماكونيل قال يوم الجمعة إنه يعتزم التصرف بشأن أي ترشيح قدمه ترامب وطرحه للتصويت في مجلس الشيوخ قبل يوم الانتخابات.
وتعيين القضاة في الولايات المتحدة هو مسألة سياسية، ما يعني أن الرئيس يمكنه اختيار من يتم طرحه. ثم يصوت مجلس الشيوخ لتأكيد – أو رفض – الاختيار.
وتوفيت غينسبيرج، وهي ثاني امرأة تجلس في المحكمة العليا على الإطلاق، بسبب سرطان البنكرياس في منزلها بواشنطن العاصمة، محاطة بأسرتها.
وكانت غينسبيرغ، التي تولت منصبها على مدى 27 عاما، واحدة من أربعة ليبراليين فقط على مقاعد القضاة التسعة. وتعني وفاتها أنه في حالة فوز الجمهوريين بالتصويت، فإن ميزان القوى سيتحول بشكل حاسم نحو المحافظين.
ما دور المحكمة العليا؟
غالبًا ما تكون لأعلى محكمة في الولايات المتحدة الكلمة الأخيرة في القوانين المثيرة للجدل، والنزاعات بين الولايات والحكومة الفيدرالية، والاستئناف النهائي لوقف تنفيذ أحكام الإعدام.
وفي السنوات الأخيرة، وسعت المحكمة زواج المثليين ليشمل جميع الولايات الخمسين، وسمحت بفرض حظر السفر الذي فرضه الرئيس ترامب وأخرت خطة أمريكية لخفض انبعاثات الكربون أثناء تقديم الطعون.
كما أنها تتعامل مع قضايا مثل الحقوق الإنجابية، وهو أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت بعض المحافظين المناهضين للإجهاض، يريدون قلب الميزان بعيدا عن الليبراليين.
من ينظر إليهن على أنهن أوفر المنافسات حظا؟
- باربرا لاغوا: كوبية أمريكية من محكمة الاستئناف بالدائرة الحادية عشرة ومقرها أتلانتا. وكانت أول قاضية من أصل إسباني في المحكمة العليا في فلوريدا. وهي مدعية اتحادية سابقة.
- آمي كوني باريت: عضو في محكمة الاستئناف بالدائرة السابعة ومقرها شيكاغو، وهي المفضلة لدى المحافظين الدينيين والمعروفة بآرائها المناهضة للإجهاض. وكانت باحثة قانونية في مدرسة نوتردام للقانون في إنديانا.
- كيت كومرفورد تود: نائبة مستشار البيت الأبيض، لديها الكثير من الدعم داخل البيت الأبيض. عملت سابقا في منصب نائب الرئيس الأول ورئيس المستشارين، مركز التقاضي التابع لغرفة التجارة الأمريكية.
المصدر: BBC