سياسة
الكونجرس يستجوب مدير المخابرات بشأن تعامل الإدارة مع تسريبات ترامب
يواجه مدير المخابرات بإدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أسئلة نواب أمريكيين، الخميس، بشأن تعامل الإدارة مع تسريب كان محور مسعى لمساءلة الرئيس.
وسيدلى جوزيف ماجوير القائم بأعمال مدير المخابرات الوطنية بشهادته، أمام لجنة المخابرات بمجلس النواب بعد أن رفض إطلاع الكونجرس على تقرير التسريب على الرغم من أن القانون يلزم بإرساله للمشرعين بعد أن قرر مفتش عام أنه عاجل وجدير بالتصديق، وتولى ماجوير منصبه منذ أقل من شهرين.
ورغم أن المساءلة الرسمية التى أعلنت عنها رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى يوم الثلاثاء كانت مطلبا قاده الديمقراطيون، فقد انضم إليهم بعض أعضاء الحزب الجمهورى الذى ينتمى إليه ترامب فى مطالبة الإدارة بإرسال تقرير التسريب للكونجرس. وسُمح لأعضاء لجنتى المخابرات بمجلسى النواب والشيوخ بالاطلاع عليه أمس الأربعاء.
وبعد الاطلاع على الشكوى قال السناتور بن ساس، وهو جمهورى من لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ “يجب ألا يهرع الجمهوريون للدفاع وقول إن الأمر لا ينطوى على شيء فى حين أن من الواضح أنه ينطوى على الكثير من الأشياء المثيرة للقلق البالغ“.
ووافق مجلس الشيوخ على قرار يدعو للسماح بإماطة اللثام عن التقرير بإجماع الأصوات يوم الثلاثاء. ووافق مجلس النواب الأربعاء على إجراء مشابه بموافقة 421 عضوا وعدم رفض أى عضو، مع تصويت اثنين من الجمهوريين بالحضور، وذلك رغم تراجع الإدارة وموافقتها على إطلاع لجنتى المخابرات بالمجلسين على التسريب فى غرف مغلقة فى مقر الكونجرس.
ويمثل الخلاف أحدث فصل فى صراع دائر على السلطة، إذ تقاوم إدارة ترامب جهود نواب ديمقراطيين يحققون فى تعاملاته التجارية وأفعاله للحصول على وثائق وتسجيلات وشهادات من البيت الأبيض وكبار المسؤولين.
ويعتقد أن تقرير التسريب يضم محتوى اتصال هاتفى أجرى يوم 25 يوليو بين ترامب والرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى ضغط فيه ترامب على زيلينسكى للتحقيق مع منافسه الديمقراطى جو بايدن الذى تولى من قبل منصب نائب الرئيس، وذلك بالتنسيق مع وزير العدل الأمريكى ومحامى ترامب الشخصي.
وليس هناك دليل على أن بايدن، أو ابنه هانتر، الذى كان عضوا فى مجلس إدارة شركة أوكرانية، قد تصرف بشكل غير ملائم، وأجرى الاتصال بعد أن أمر ترامب بوقف صرف مساعدات أمريكية لأوكرانيا بما يقرب من 400 مليون دولار ولم تسمح الإدارة بصرفها إلا فى وقت لاحق.
وأصدرت إدارة ترامب الأربعاء النسخة الرسمية للاتصال الذى استمر نصف الساعة وذلك بعد يوم من إعلان بيلوسى أن مجلس النواب الذى يهيمن عليه الديمقراطيون بدء إجراء رسميا لمساءلة الرئيس.
قال النائب الديمقراطى آدم شيف الذى سيرأس الجلسة باعتباره رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب بعد قراءة تقرير التسريب إنه مكتوب بشكل جيد ووصف المزاعم الواردة فيه بأنها “مقلقة للغاية” و”جديرة بالتصديق“، وقال “الشكوى… تقدم بالتأكيد معلومات يتعين على اللجنة متابعتها“.
وقال شيف إن وزارة العدل أساءت تفسير القانون بمنعها ماجوير من الكشف عن الشكوى، وقد يواجه ماجوير أسئلة أيضا تتعلق بتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست أمس الأربعاء جواء فيه أنه هدد بالاستقالة قلقا من أن يتعرض لضغوط من البيت الأبيض لحجب معلومات عن المشرعين. وأصدر ماجوير، المدير السابق للمركز القومى لمكافحة الإرهاب، بيانا نفى فيه ما ورد فى الصحيفة.
ومن المقرر بعد الجلسة العلنية أن يمثل ماجوير أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ فى جلسة مغلقة. وعين ترامب ماجوير قائما بأعمال مدير المخابرات فى أوائل الشهر الماضي. ولم يعين الرئيس بعد مرشحا دائما للمنصب والذى يتعين ان يوافق عليه مجلس الشيوخ.
وظهر ترامب وزيلينسكى معا فى نيويورك أمس الأربعاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ونفيا حدوث أى شيء غير ملائم فى اتصالهما الهاتفي. وقال الرئيس الأوكرانى للصحفيين “لم يضغط على أحد“.
واتهم ترامب الديمقراطيين، فى مؤتمر صحفى فى ختام اجتماعات استمرت ثلاثة أيام فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ببدء إجراءات مساءلته لتحقيق مكاسب سياسية “لعجزهم عن يمكنهم هزيمتنا فى صناديق الاقتراع“.
(ABC)