سياسة

صحيفة أمريكية: الفيسبوك لا يستطيع الدفاع بمفرده عن الديمقراطية فى واشنطن

قالت صحيفة “فيلادلفيا إنكوايرر” إن موقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك” اتخذ أخيرا خطوات على صعيد التصدى لمحاولات التدخل الخارجى فى انتخابات الولايات المتحدة.

ورصدت فى تعليق لها إزالة الفيسبوك 32 صفحة وحسابات مزيفة كانت متورطة فى جهود للتدخل فى انتخابات منتصف المدة المزمعة العام الجارى 2018 فى الولايات المتحدة.

ولم يجزم الفيسبوك بأن تلك الحسابات هى لعملاء من روسيا، لكنه نوّه عن أن بعض الأدوات والتكنيكات المستخدمة فى تلك الحسابات تشبه تلك التى استُخدمت من جانب مجموعة مرتبطة بالكرملين متهمة بالتدخل فى انتخابات 2016.

ورأت الصحيفة أن هذه الكشف من جانب فيسبوك هو دليل جديد على جهود تبذلها مجموعات خارجية لبذْر عوامل الفُرقة وبثّ الشكوك فى انتخابات الولايات المتحدة؛ واعتبرت الإنكوايرر ذلك بمثابة صحوة أخرى ودعوى للمشرعين لعمل المزيد الآن للتصدى لأى تدخل خارجى فى الشأن الأمريكى.

ووصفت الصحيفة الأمريكية عملية إزالة 32 صفحة من على موقع الفيسبوك بأنها مجرد شرارة فى مواجهة نيران حرب تضليلية معلوماتيًا ضد الديمقراطية فى الولايات المتحدة.

وعادت الإنكوايرر بالأذهان إلى ما قبل عامين، عندما تجاهل الفيسبوك قيام عملاء روس بنشر “بوستات” ملتهبة بلغت نحو 126 مليون مستخدم أثناء الاستعداد للانتخابات الرئاسية.

وفى فبراير الماضي، أخبر مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية دان كوتس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بأن “الولايات المتحدة تتعرض للهجوم”؛ وقال كوتس إن كلا من روسيا وإيران وكوريا الشمالية مثلوا التهديدات الإلكترونية الأخطر، جنبا إلى جنب، مع التنظيمات الإرهابية والإجرامية؛ ورجح كوتس أن تستمر روسيا فى استهداف الانتخابات الأمريكية لتقويض ديمقراطيتها.

وقالت الصحيفة إن الرئيس دونالد ترامب للأسف لا يزال غير مكترث على صعيد عمل المزيد للحفاظ على الولايات المتحدة وحمايتها والدفاع عنها من التدخل الروسى فى انتخاباتها؛ بل إنه (ترامب) يبدو أكثر ميلا إلى ذرّ الرماد فى العيون بل وحتى إلى اتخاذ جانب روسيا.

ورأت الإنكوايرر أن هذا الموقف المفتقر إلى الوضوح فى القيادة من جانب ترامب، يُصعّب الأمر على الوكالات الاستخباراتية فيما يتعلق بتنسيق الجهود للتصدى لأية تدخلات خارجية فى الشأن الأمريكي؛ بحيث بقيت جعبة قادة الكونجرس فارغة من أية فكرة واضحة لما يجب فعله إزاء ذلك التهديد إلا من مجرد التشدق بالكلام.

وإذْ أخفقت واشنطن، بحسب الصحيفة، فقد كان على جهات أخرى التصدى والوقوف لحراسة الوطن والدفاع عنه فى حرب التضليل المعلوماتية.

ورأت الإنكوايرر أن موقع الفيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعى العملاقة يجب عليها بذل المزيد على صعيد حراسة شبكاتها عبر تطوير أدوات قادرة على رصد الأخبار المزيفة وزيادة إمكانية خضوع المستخدمين للمحاسبة القانونية والحدّ من إمكانية التربح من ترويج المعلومات الكاذبة عبر تلك المنصات.

لكن بدون قواعد واضحة أو لوائح من جانب المشرّعين، تبقى تلك الشركات (الفيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي) عاجزة عن إنجاز ما يكفى فى هذا المضمار.

ورأت الإنكوايرر أن مسؤولية الدفاع عن أمريكا فى تلك الحرب التضليلية لا تنحصر على شبكات التواصل الاجتماعي، وإنما تمتد إلى المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة بحيث تجعل من أولوياتها محو الأمية المعلوماتية وتدريس الحقوق المدنية الأساسية بما فى ذلك التصويت فى الانتخابات والتأكيد على أهمية الحفاظ على المثاليات الأساسية الأمريكية المميِّزة كحرية الاعتقاد وحرية الصحافة وسيادة القانون واستقلال القضاء.

واختتمت الصحيفة قائلة إن خطوات الفيسبوك الأخيرة مُشجّعة، لكنها مجرد بداية على طريق طويل يحتاج إلى مشاركة من جانب الحكومة والمدارس والشركات والأفراد ومن جانب كل المهتمين بالدفاع عن الديمقراطية.

اترك تعليقاً