سياسة

إيفانكا ترامب تعارض سياسة والدها وتؤكد: “أنا بنت مهاجرة غير شرعية”

نأت ابنة الرئيس الأمريكى إيفانكا ترامب بنفسها أول أمس الخميس عن إحدى سياسات والدها الأكثر إثارة للجدل وخطاباته الحادة مشيرة إلى أنها “معارضة بشدة” لفصل عائلات المهاجرين غير الشرعيين ولا تعادى الصحفيين.

وفى أول تصريحات علنية تدلى بها منذ أغلقت علامتها التجارية التى تحمل اسمها الأسبوع الماضى، اتخذت ابنة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب البكر ومستشارته الرفيعة نهجا مغايرا لموقف والدها الصدامى وأكدت أن أزمة الهجرة تسببت لها بحالة قلق.

وقالت إيفانكا البالغة من العمر 36 عاما خلال مؤتمر نظمه موقع “اكسيوس” الإلكترونى “كانت تلك اللحظة الأسوأ بالنسبة لى كذلك”، فى إشارة إلى سياسة “عدم التساهل” التى اتبعتها الإدارة الأمريكية حيال الهجرة غير الشرعية وأسفرت عن فصل آلاف الأطفال عن ذويهم المهاجرين.

وأضافت “أعارض بشدة فصل العائلات وفصل الآباء والأطفال عن بعضهم البعض“.

ويتوافق موقف إيفانكا مع آراء الشعب الأمريكى الذى أظهرت استطلاعات الرأى أن غالبيته ترفض عمليات الفصل.

وأثارت أزمة الهجرة التى ازدادت حدتها عندما ظهرت تسجيلات صوتية لرضع يبكون لدى احتجازهم وإبعادهم عن أمهاتهم جدلا واسعا ما دفع الرئيس فى يونيو إلى التراجع عن هذه السياسة.

لكن حتى مع انقضاء المهلة النهائية الأسبوع الماضى، لم تتم بعد إعادة 711 من نحو 2500 طفل تم فصلهم إلى ذويهم فى وقت لم يتمكن المسؤولون من تحديد متى سيرى هؤلاء عائلاتهم.

ونأت ايفانكا كذلك بنفسها عن انتقادات والدها المستمرة لوسائل الإعلام الذى رفع منسوب العداء للصحافة خلال التجمعات الأخيرة التى أجراها.

وبينما أكدت أنها “تتفهم” السبب الذى يجعل الأشخاص الذين يشعرون أنهم مستهدفون من قبل وسائل الإعلام يتذمرون من الصحفيين، إلا أنها أوضحت أن وصف “أعداء الشعب” الذى أطلقه والدها عليهم هو فى غير مكانه.

وقالت “كلا، لا أشعر أن وسائل الإعلام هى عدوة الشعب” فى تصريحات تناقضت تماما مع تلك التى أدلى بها الرئيس بعد عدة ساعات حيث وصف الصحافيين خلال تجمع فى بنسيلفانيا بأنهم “أشخاص شنيعون وسيئون“.

وأعرب مراقبون عدة فى مطلع عهد ترامب الرئاسى عن ثقتهم بأن ايفانكا وزوجها جاريد كوشنير سيشكلان معسكرا فى البيت الأبيض يتولى مهمة ضبط مزاج الرئيس المُتقلب.

لكن ذلك لم يتحقق بشكل كبير. فبينما قيل إن ايفانكا شجعت والدها على التخلى عن سياسته حيال الهجرة فى جلساتهما الخاصة، إلا أنها لم تدل بأى تصريحات علنية بهذا الشأن إلى أن أعلن تراجعه حيث شكرته لاتخاذه “تحركا مهما لانهاء فصل العائلات“.

والعام الماضى، حثته على إبقاء واشنطن فى اتفاقية باريس للمناخ لكن دعواتها لم تثمر حيث أعلن الرئيس الانسحاب منها.

وفى وقت واجه المرشح الجمهورى لعضوية مجلس الشيوخ روى مور اتهامات بالتحرش بقاصرات فى نوفمبر، أشارت ايفانكا إلى أن “هناك مكان مخصص فى جهنم للأشخاص الذين يعتدون على الأطفال“.

لكن الرئيس الأمريكى أعلن بعد أسبوعين عن دعمه لترشح مور الذى خسر السباق لصالح منافسه الديموقراطى.

ومثلت إيفانكا الولايات المتحدة فى الخارج وحضرت اجتماعات مع كبار المسؤولين وأجرت جولات داخل البلاد، ما غذى التوقعات بأن لديها طموحات سياسية مستقبلية خاصة بها.

وقالت الخميس “أنا متحمسة حقا للعمل الذى أقوم به هنا وملتزمة به بشكل كبير“.

والأسبوع الماضى، أعلنت إغلاق علامتها التجارية للأزياء اثر انتقادات طالتها بشأن احتمال وجود تضارب فى المصالح إلى جانب تراجع مبيعاتها.

ولدى حديثها عن أزمة الهجرة، وصفت ايفانكا نفسها بأنها “ابنة مهاجرة” حيث أن والدتها ولدت ونشأت فى تشيكوسلوفاكيا السابقة وقدمت إلى الولايات المتحدة بشكل شرعى.

وقالت ايفانكا، وهى أم لثلاثة أطفال، “لذلك علينا أن نكون حذرين للغاية بشأن أى سلوك يعرض الأطفال لخطر تهريب البشر“.

وأضافت “هذه مسائل صعبة للغاية وكما هو الحال بالنسبة لبقية البلاد أتعاطى معها بشكل عاطفى جدا“.

اترك تعليقاً