كتب ودراسات

وزارة العدل الأمريكية ترسل مذكرات مدير مكتب FBI السابق “جيمس كومى” للكونجرس

أرسلت وزارة العدل الأمريكية، مذكرات المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالى جيمس كومى، إلى الكونجرس، إذ كشفت المذكرات، التى حصلت وسائل إعلام أمريكية على نُسخ منها، نظرة عن كثب لكيفية تعامل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع بعض الملفات الحساسة خلال الأشهر الأولى من حكمه.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى، اليوم الجمعة، أنه وفقا للمذكرات، فقد تحدث ترامب صراحة مع كومى – الذى عزله الرئيس الأمريكى، العام الماضى، فى ظروف جدلية – عن بعض الملفات الحساسة التى يحقق فيها “إف بى آى”، والتى كان من بينها ملف علاقات ترامب مع روسيا والتحقيق فى علاقات مستشاره الأسبق للأمن القومى مايكل فلين مع مسئولين روس.

وتعطى المذكرات، التى كتبها كومى فى 15 صفحة ولا تزال محاطة بقدر كبير من التكتم، تفاصيل العديد من المكالمات الهاتفية واللقاءات بينه وبين ترامب فى الشهور التى سبقت عزله، الأمر الذى قالت “نيويورك تايمز” إنه يوفر نظرة استثنائية على التعاملات الخاصة بين القادة فى أعلى مستويات الحكومة الأمريكية.

من جانبه، كرر ترامب هجومه على كومى، لما رأى أنه سرب معلومات سرية، مؤكدا فى الوقت نفسه أن المذكرات تظهر عدم وجود تواطؤ مع روسيا أو إعاقة لسير العدالة من طرفه، لكن “نيويورك تايمز”، قالت إنه من المعتقد أن تكون تلك المذكرات دليلا على إعاقة محتملة لسير العدالة بإقالة كومى، وهى المسألة التى يركز عليها المحقق الخاص فى ملف التواطؤ مع روسيا روبرت مولر فى تحقيقه.

ورأت الصحيفة، أنه رغم إنكار ترامب لبعض ما جاءت به المذكرات مثل طلبه المزعوم من كومى إغلاق التحقيق الخاص بفلين، لكن بعض التفاصيل تمنح تلك المذكرات مصداقية؛ من بينها أن تلك المذكرات جاءت محددة وتشمل تفاصيل بشأن من كان جالسا وشهد بعض الوقائع، وتوقيتات ومدد محددة للمحادثات، فضلا عن أن مدير “إف بى آي” السابق قد شارك روايته لبعض الوقائع فور حدوثها.

ومن بين الأحداث التى تكشفها مذكرات كومى للمرة الأولى، أن كبير موظفى البيت الأبيض الأسبق راينس بريباس، طلب من كومى، فى لقاء بينهما فى فبراير 2017، معلومات عن محتوى الملف الذى كتبه ضابط سابق بالاستخبارات البريطانية بشأن تواطؤ فريق حملة ترامب الانتخابية مع روسيا لحسم الانتخابات لصالحه، وهو الملف الذى أصبح أساسا لتحقيق مولر.

كما سأل بريباس، وفقا للمذكرات، مولر عما إذا كان “إف بى آي” قد تنصت على مايكل فلين، لكن مولر قال إنه أجاب بكون السؤال غير لائق، وطبقا لـ”نيويورك تايمز”، فإن المذكرات تشير إلى تعطش ترامب وكبار مساعديه لمناقشة تفاصيل تحقيقات “إف بى آى” فى استخدام منافسته فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة هيلارى كلينتون لبريدها الإلكترونى الشخصى فى مراسلات رسمية وقت أن كانت وزيرة الخارجية، وهو التحقيق الذى انتهى إلى عدم إدانة كلينتون بخرق القانون.

ويأتى إرسال مذكرات كومى إلى الكونجرس وانتظار الكشف عن المزيد من محتوياتها وسط تقارير عن ضغط حلفاء للرئيس الأمريكى على نائب وزير العدل للحصول على معلومات عن محققين فى قضيتى التدخل الروسى والبريد الإلكترونى لكلينتون، وفقا لما نقلت صحيفة “واشنطن بوست”، أمس، عن مصادر لم تسمها.

وقالت الصحيفة، إن اثنين من كبار الفريق القانونى لترامب، التقوا نائب وزير العدل رود روزنشتاين، هذا الأسبوع، لممارسة ضغوط عليه من أجل الحصول على مزيد من الوثائق حول سلوك ونهج المحققين فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية والتحقيق فى استخدام وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون لبريدها الإلكترونى الشخصى فى مراسلات رسمية.

وأضافت الصحيفة، أن اجتماع روزنشتاين مع النائبين فى الحزب الجمهورى جيم جوردان ومارك ميادوس فى مكتبه، يوم الاثنين الماضى، جاء قبل يوم واحد من تحذير ميادوس لنائب وزير العدل من أنه قد يواجه العزل قريبا أو مساعى للتقليل من شأنه فى الكونجرس حال عدم تجاوبه مع مطالب الحزب الجمهورى بشأن الوثائق.

اترك تعليقاً