دول ومناطقمال وإقتصاد
ما تأثير الحرب التجارية لترامب على اقتصاديات الدول الكبرى ؟
زاد الحديث عن فكرة اندلاع حرب تجارية مؤخرا، مع استمرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى فرض نهجه الاقتصادى الذى يقوم على فكرة الحمائية “حماية أمريكا واقتصادها” وأمريكا أولا، الحديث هنا لا يقتصر عن الحرب التجارية فقط ولكنه يمتد أيضا إلى آثار تلك الحرب على العلاقة بين أمريكا وغيرها من الدول ذات الاقتصاديات الكبرى.
بدأت الخلافات بين أمريكا وجاراتها من الدول الكبرى مثل الصين بعد فرض رسوم جمركية على وردات الحديد لأمريكا ، ما هدد بتأثير سلبى على اقتصاد تلك الدول ،وكان هذا القرار قد جاء بعد حدوث خلافات فى اتفاقية التجارة الحرة “نافتا” ، مما هدد باشتعال حرب تجارية ، وبحسب رويترز فأى حرب تجارية مع الصين ستجلب فقط كارثة للاقتصاد العالمى .
وفى نفس الوقت أقرت الصين على عدم رغبتها فى الحرب التجارية معبرة عن ذلك صراحة ”لا أحد يريد خوض حرب تجارية ، والجميع يعلم أن خوض حرب يؤذي الآخرين ولا يفيده “.
دفاع ترامب عن الحرب التجارية مرتبط باعتقاده أنه سينجح بها بغض النظر عن تأثيراتها السلبية أو تأثير ذلك على علاقته الاقتصادية بعدد من الدول .
يُعرف مصطلح الحرب التجارية بقيام دولتين أو أكثر بفرض رسوم جمركية أو حواجز تجارية على بعضها البعض ردا على حواجز تجارية أخرى ، و تؤدى الحماية الاقتصادية بها إلى اتجاه المخرجات الاقتصادية لكلتا الدولتين مع وضع الاكتفاء الذاتى.
وحذرت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولى بحسب أ ف ب أمريكا من وضع العراقيل التجارية ، مؤكدة أن الحرب التجارية “ليس فيها فائزون .
ستؤثر الحرب التجارية على شركاء أمريكا وخريطة التصدير العالمى بدورها ، بما أن الرئيس الأمريكى فرض رسوم جمركية ورادات الحديد لأمريكا من الصين وغيرها من الدول التى سترد بالطبع محاولة الثأر من القرار الأمريكى ، وستضع عراقيل على صادرات أمريكا لها .
وغير واضح حتى الآن إن كان لدى ترامب نية لفقدان حلفائه مثل كندا والاتحاد الأوروبى خاصة وأن عدد من الدول تحذر بالفعل من فرض رسوم جمركية على صادات أمريكا إذا تأثروا بالرسوم الجمركية لترامب .
فكرة الحرب التجارية وفقا للعديد ليس لها فوائد ولكن قرارات ترامب التى هددت بإشعالها استفاد منها البعض ،الفائزون بقرار رسوم جمركية على ورادات الحديد الصينى هم أمريكا وصناع الحديد والالومنيوم ، والخاسرون هى الصناعة التى تعتمد على الحديد والالومنيوم كوسيلة لمواجهة الأسعار مثل صناعة السيارات والعقارات والمعدات الثقيلة ، أما بالنسبة للمستهلكين فالبضائع التى تحتوى على المعادن فمن المتوقع أن يرتفع سعرها ، وبلغت قيمة استيراد أمريكا من الحديد 29 بليون دولار فى عام 2017 .
كما أن الصين تعتمد على فول الصويا الأمريكى لمتغذية ماشيتها ومن الممكن أن تتخذ خطوات ضد هذه الصادرات التى قدرت قيمتها الشرائية ب 14 بليون دولار عام 2016 ، إضافة إلى تأثير ذلك على الشركات الأمريكية بالصين مثل آبل وانتل .