سياسة

هل تولد خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط ميتة؟

نشرت جريدة نيويورك تايمز الأمريكية افتتاحية تساءلت فيها عن جدوى الوثيقة المرتقبة لإدارة الرئيس دونالد ترامب من أجل دفع المفاوضات المتوقفة بالشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين قولهم إن ترامب يسعى لطرح خطته في القريب العاجل على الرغم من رفض الفلسطينيين المشاركة بأية مفاوضات تتوسطها الولايات المتحدة منفردة، وذلك بعد قرار  ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر/كانون الثاني الماضي.

وأفادت الصحيفة بأن الإدارة الأمريكية تأمل أن يدفع طرحها لخطة السلام الفلسطينيين للتفاوض. ولكن ماذا ستحوي تلك الوثيقة مما يجعلها جاذبة للتباحث في وقت فقد فيه الجانب الفلسطيني الثقة بالولايات المتحدة كوسيط محايد بينه وبين إسرائيل؟

خطوط عريضة

نقلت الصحيفة عن المسؤولين الأمريكيين قولهم إنه على عكس مقترحات السلام الأمريكية السابقة، لن تتضمن الخطة مبادئ أساسية كالمطالبة بحل الدولتين أو الدعوة لحل عادل وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

ولكن الوثيقة ستحتوي على عدة مسارات من شأنها أن تساعد على حل لجميع النزاعات الرئيسية بين الطرفين كقضايا الحدود والأمن واللاجئين والقدس. أي أنها لن تطالب بمحددات، بل ستقدم طرقاً من شأنها “إغراء الطرفين” على العودة إلى التفاوض، بحسب ما تأمله إدارة ترامب.

وتقول الصحيفة إن هذا الأسلوب التفاوضي هو ما عكفت الإدارات الأمريكية السابقة على تجنبه خوفاً من إثارة نقاط من السهل الخلاف عليها بين المتفاوضين.

وقالت الصحيفة إن الوثيقة الجديدة كُتبت بواسطة كل من صهر ترامب، جاريد كوشنر، وجيسون جرينبلات، وهو مسؤول قانوني سابق بمؤسسات ترامب المالية، بالإضافة لديفيد فريدمان، وهو محام متخصص بقضايا الإفلاس.

وتضيف نيويورك تايمز أن مساعدو ترامب الثلاثة ليست لديهم أي خبرة سابقة في إدارة المفاوضات الدبلوماسية والتوسط بها.

و جرد  كوشنر مؤخراً من تصريحه للاطلاع على الوثائق الاستخباراتية الأمريكية السرية إثر استقالة سكرتير موظفي البيت الأبيض السابق، روب بورتر بعد اتهامه بإصدار تصاريح أمنية غير مستحقة لكوشنر وآخرين.

رأب الصدع الأمريكي-الفلسطيني

وأشارت الصحيفة إلى عدم امتلاك الإدارة الأمريكية لأية وسائل للضغط على الفلسطينيين عبر الدبلوماسيين العرب في ظل قرار ترامب بشأن القدس.

وأنهت نيويورك تايمز مقالها بالقول إنه على إدارة ترامب أن تسعي لرأب الصدع القائم بعلاقتها بفلسطين أولاً قبل أن تتوسط في أي تفاوض فلسطيني-إسرائيلي محتمل، وخاصة بعد الرفض الفلسطيني الأخير للدعوة الأمريكية للمشاركة في مؤتمر يعقده البيت الأبيض من أجل مناقشة الوضع الإنساني بغزة.

وعلى الرغم من الآمال الأمريكية بشأن قبول الفلسطينيين لوثيقتهم المقترحة وقول ترامب سابقاً إن الفلسطينيين يريدون العودة لمائدة المفاوضات، إلا أن الصحيفة تؤكد أنه لا توجد أدلة تدعم تصريحات الرئيس الأمريكي، وهو ما يقلل من احتمالية تحريك الخطة للمفاوضات الراكدة.

اترك تعليقاً