أخبار

البيت الأبيض يتفاءل بتعافي بايدن… وعقْد لقاء مع نتنياهو الاثنين المقبل

أبدى جون كيربي، مسؤول الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض، تفاؤلاً حول احتمالات عقد لقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارة الأخير للعاصمة الأميركية، ورفض كيربي الحديث عن الحالة الصحية للرئيس بايدن بعد إصابته بفيروس «كورونا»، مؤكداً أن الإدارة الأميركية تعمل بكل جهد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.

وقال كيربي للصحافيين، ظهر الخميس: «لست مصدراً موثوقاً للتحدث عن صحة الرئيس بايدن وتعافيه من فيروس (كورونا)، وأعلم أنه يعزل نفسه بالشكل المناسب، ويقوم طبيب البيت الأبيض بمساعدته». وأضاف: «لدينا كل التوقعات أن الزعيمين (بايدن ونتنياهو) ستتاح لهما فرصة رؤية بعضهما في أثناء وجود رئيس الوزراء نتنياهو في المدينة، ولا أستطيع أن أقول كيف سيتم ذلك بالضبط، ونحن بحاجة للتأكد من أن صحة الرئيس وتعافيه من فيروس (كورونا) لهما الأولوية، وما إذا كان ذلك سيؤثر على المناقشة مع رئيس الوزراء نتنياهو».

وكانت الخطط أن يجتمع نتنياهو مع الرئيس بايدن في البيت الأبيض، الاثنين، أي قبل يومين من إلقاء نتنياهو خطابَه أمام الكونغرس، الأربعاء، وهو ما يعد أول زيارة لنتنياهو إلى البيت الأبيض منذ عام 2020، بعد توقيع اتفاقات أبراهام في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

 

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخاطب المشرعين في الكنيست 17 يوليو 2024.(أ.ب)

 

ومن المقرر أن يُلقي نتنياهو خطاباً أمام الكونغرس بمجلسيه، الأربعاء المقبل، وسط محاولات أميركية لدفع محادثات وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق، ووسط استياء في أوساط الحزب الديمقراطي، خاصة التيار التقدمي الذي جمع توقيعات تدعو المشرعين لمقاطعة خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي في كابيتول هيل، مشيرين إلى المخاوف بشأن الحرب المستمرة في غزة، واستطاع الديمقراطيون جمع 230 توقيعاً من موظفي مجلسي النواب والشيوخ، ومن المحتمل أن يقاطع ما يصل إلى 100 عضو من أعضاء التجمع التقدمي في الكونغرس خطاب نتنياهو.

ومن شأن أي اتفاق لوقف القتال في غزة أن يوفر انتصاراً سياسياً خارجياً للرئيس بايدن، ويظهر نتنياهو أمام الرأي العام الأميركي بوصفه رجل سلام تمكّن من إنجاز اتفاق تاريخي لوقف إطلاق النار، ونجح في إبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى «حماس»، وسيعطيه ذلك دفعة للمطالبة بمزيد من الأسلحة الأميركية؛ للحفاظ على ما تحقق من وقف لإطلاق النار، وإلزام الولايات المتحدة بتعهداتها بضمان أمن إسرائيل.

حل الدولتين

وقد أثار قرار الكنيست الإسرائيلي بمعارضة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، الكثيرَ من الجدل داخل الإدارة الأميركية التي أصرت على التزام إدارة بايدن بحل الدولتين، وقال كيربي للصحافيين: «إيماننا راسخ بقوة ووعد حل الدولتين، ولن يتخلى الرئيس بايدن عنه، وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لتحقيق هذا النتيجة، ونعلم أن ذلك لن يحدث غداً، ولن يكون خالياً من الصعوبات، ونعلم أيضاً أن الأمر يتطلب قيادة قوية».

ونفى كيربي وجود خطة بديلة أو الخطة «ب» مع المعارضة الإسرائيلية لإقامة دولة فلسطينية، وشدد على أن الخطة الأميركية لا تزال هي الخطة «أ»، وهي حل الدولتين، وقال: «الأولوية الأولى هي التوصل إلى وقف إطلاق النار، وتنفيذ الاتفاق، وإعادة الرهائن، والحصول على ستة أسابيع من الهدوء، وإذا تمكنا من تنفيذ المرحلة الأولى يمكن أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية والثالثة، والبدء في إرساء الأساس للحكم ما بعد انتهاء الصراع، ووضع بعض المسارات نحو حل الدولتين (على المدى الطويل)، ونعتقد أن هذا الهدف يستحق الوقت والجهد اللازمَين للقيام به، وهذا ما نركز عليه».

من جانبها، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد للصحافيين في نيويورك، حينما سُئلت عن قرار الكنيست: «موقفنا هو حل الدولتين، وهذا هو المستقبل الوحيد الذي نراه لهذه المنطقة، حيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش جنباً إلى جنب في سلام، ومن دون ذلك سيكون تحقيق السلام شبه مستحيل».

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، عن «خيبة أمل كبيرة»، بعد تبني الكنيست الإسرائيلي قراراً يرفض فيه «قيام دولة فلسطينية». وصرح المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك للصحافيين، الخميس: «لا يمكن رفض حل الدولتين عبر إجراء تصويت. الأمين العام يشعر بخيبة أمل كبيرة من قرار الكنيست»، مكرراً أن حل الدولتين هو «الطريق الوحيد الموثوق به نحو سلام دائم».

ماكغورك يزور الإمارات والأردن

 

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (أ.ب)

 

وتعليقاً على اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، أوضح كيربي المخاوف الأميركية المستمرة من عنف المستوطنين، وخطابات بعض القادة الإسرائيليين، ومنهم الوزير بن غفير، وقال: «سنستمر في حث نظرائنا الإسرائيليين على عدم القيام بأي شيء من شأنه أن يلهب المشاعر أو يشجع على العنف». ورفض تأكيد أو نفي بعض التسريبات والتقارير التي تحدثت عن اتجاه إسرائيلي لنقل السيطرة على معبر رفح الحدودي مع مصر إلى الاتحاد الأوروبي والفلسطينيين، مشدداً على رغبة الإدارة الأميركية في فتح معبر رفح بشكل يسمح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ومن المقرر أن يقوم مبعوث الرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، بزيارة المنطقة لإجراء مشاورات حول المحادثات بين إسرائيل و«حماس» لوقف إطلاق النار. وأشار كيربي إلى أن ماكغورك سيزور كلاً من الإمارات والأردن، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها الإدارة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وأشارت عدة تقارير صحافية إلى أن ديفيد بارنيا، رئيس المخابرات الإسرائيلية، قام بزيارة مفاجئة إلى قطر بعد أن أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، أن رد «حماس» على اقتراح وقف إطلاق النار خلق مساحة لتحقيق اختراق في المحادثات المتوفقة منذ أشهر. وذكرت صحيفة «وول ستريت» أن مسؤولي الموساد الإسرائيلي أبلغوا الوسطاء القطريين والمصريين أنهم متفائلون بأن الحكومة الإسرائيلية ستقبل مناقشة وقف إطلاق النار.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن المحادثات تدور حالياً حول التوقيت والصياغة الدقيقة للخطة المكونة من ثلاث مراحل، والطريقة التي سيتم بها تبادل الرهائن في غزة بالسجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ويعمل المسؤولون الأميركيون أيضاً على خطط اليوم التالي في قطاع غزة، ومحاولة حلحلة الموقف الإسرائيلي الرافض لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وبحث إنشاء تحالف يضم الإمارات والمغرب ومصر لتولي الحكم بشكل مؤقت في القطاع، وإرسال قوات حفظ سلام، أممية وإنشاء مكتب للإشراف على عمليات الأمن في القطاع يكون مقره القاهرة.