أخبار
كيف أخفت شجرة كبيرة مُطلق النار على ترمب عن أعين الأمن؟
أشار تحليل إخباري إلى أن وجود «شجرة كبيرة» في موقع الهجوم الذي تعرَّض له الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب، حجب الرؤية بين المسلّح، وأقرب وحدة حماية خاصة، خلال الوجود في الحشد الانتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا.
وأفاد التحليل، وفقاً لموقع شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، بأنه شُوهدت وحدتان مسلّحتان في المخزنين الموجودين خلف ترمب، لكن بسبب الشجرة، لم تستطع الوحدتان رؤية مُطلق النار تماماً، والذي كان فوق مستودع آخر كان خلف «نقطة ميتة» عن أعين الأمن.
كان توماس ماثيو كروكس (20 عاماً) على سطح مستودع على بُعد 130 إلى 140 متراً من ترمب، عندما أطلق عدة رصاصات على الرئيس السابق، قبل أن يطلق عليه عملاء الخدمة السرية النار ويقتلوه. وأُصيب ترمب في أذنه، أثناء محاولة الاغتيال، لكنه قال: «الله وحده الذي منع حدوث ما لا يمكن تصوره»، في حين قُتل أحد المتفرجين – يُدعى كوري كومبيراتوري البالغ من العمر 50 عاماً – وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة.
وقال خبراء أمنيون مطلعون إن «فشلاً أمنياً جوهرياً» سمح للمسلّح بالاقتراب بدرجة كافية لتنفيذ هجومه.
وكان مِن بين الذين علّقوا على الأمر ستيف نوتنغهام، الذي ساعد في توفير الأمن لزعماء عالميين في السابق. وأشار قائد فريق الأسلحة والتكتيكات الخاصة «SWAT» السابق، إلى أن عملية البحث قبل الحدث، والمراقبة المستمرة للأماكن التي يمكن أن يطلق منها النار، فشلتا بشكل كبير.
وقال نوتنغهام، لشبكة «إن بي سي»: «لقد كانوا متأخرين؛ لأنه كان ينبغي عليهم تغطية تلك الأماكن في وقت مبكر».
وقال خبير أمني آخر، لم يكشف عن هويته، لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «بعد أن اطلعتُ على تفاصيل الخدمة السرية، كان من المدهش لي أن يكون شخص ما في مكان مرتفع كهذا، ولم يجرِ اكتشافه قبل انطلاق الحدث».
وقال جيم كافانو، الوكيل المتقاعد في مكتب الأسلحة النارية والمتفجرات «ATF»، إنه فوجئ بأن المسلّح تمكن من احتلال موقع مرتفع ضمن نطاق البندقية من موقع التجمع. وقال إن بندقية عالية القوة مثل «إيه آر-15» يمكن أن تضرب أهدافاً على بُعد 600 قدم (182 متراً)، وكان ترمب على بُعد نحو 444 قدماً (135 متراً) من السطح؛ حيث جرى العثور على المسلّح ميتاً، وفق ما ذكرت شبكة «إن بي سي نيوز»، بناءً على تحليل لبرنامج «غوغل إرث».
لكن اللفتنانت كولونيل في شرطة ولاية بنسلفانيا، جورج بيفينز، دافع عن المسؤولين عن الأمن، ووصف بأنه «من الصعب تماماً أن يكون هناك مكان مفتوح للجمهور وتأمينه ضد أي تهديد محتمل ضد مهاجم مصمم للغاية. وهذا بمثابة دفعة كبيرة».
ونفى متحدث باسم الخدمة السرية تقارير تفيد برفض طلبات حملة ترمب مزيداً من الأمن، وقال المتحدث أنتوني جوجليلمي، في بيان على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، أمس الأحد: «هناك تأكيد غير صحيح بأن أحد أعضاء فريق الرئيس السابق طلب موارد أمنية إضافية، وقد رُفض ذلك». وأردف: «هذا غير صحيح على الإطلاق. في الواقع، أضفنا موارد وتقنيات وقدرات وقائية بوصفها جزءاً من وتيرة السفر المتزايدة للحملة».
في سياق متصل، قالت ضابطة شرطة نيويورك السابقة، جيليان سنايدر، إنه من الروتيني أن تقوم سلطات إنفاذ القانون بفحص محيط يمتد بضع مئات من الياردات قبل مثل هذا الحدث. وتابعت: «هذا لا يعني أنه لا يمكن لأي شخص أن يشق طريقه خلسة إلى أحد تلك المواقع بعد ذلك، خاصة إذا كان شخصاً قد قام ببعض التخطيط المسبق. هناك كثير من الأماكن في تلك المنطقة للاختباء، ولا يمكن مراقبة كل شيء».