أخبار

تقييم استخباراتي أميركي: نتنياهو لن يخضع لضغوط بايدن

تسربت تقييمات لمجمع الاستخبارات الأميركية أشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يعتقد أنه يستطيع الإفلات من الضغوط الأميركية والدولية عليه لتحديد خطة اليوم التالي بعد انتهاء الحرب، وأنه سيقاوم ضغوط الرئيس جو بايدن عليه لوضع نهاية للعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة.

وأشارت شبكة «سي إن إن»، نقلاً عن مصدر مطلع على التقرير الذي تم توزيعه على كبار المسؤولين الأميركيين خلال الأسبوع الحالي، إلى أن التقييم الاستخباراتي قدم تحليلاً لعقلية نتنياهو وطريقة تفكيره، وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سوف يتحدى الضغوط التي تمارسها إدارة بايدن لتحديد خطة للوضع النهائي في غزة. وأضاف التقييم أن تصريحاته بالاستمرار في الحرب حتى تدمير «حماس» هي على الأرجح تمثل حقيقة خططه في الفترة القادمة، عادّاً أنه لن ينخرط بجدية في المحادثات حول قضايا مستقبل الحكم في غزة، إلا بعد انتهاء الحرب.

ووفقاً للتقييم الاستخباراتي الذي عرضته الشبكة الإخبارية، فإن مخططات نتنياهو هي استكمال عمليات عسكرية كبرى تستهدف القضاء على قادة «حماس» العسكريين، خاصة يحيى السنوار ومحمد الضيف، ممن خططوا ونفذوا عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، مضيفاً أن نتنياهو لن يقبل أي اتفاق يؤدي إلى نهاية دائمة للحرب.

وأجرى مجتمع الاستخبارات الأميركي تقييماً في مارس (آذار) الماضي أشار فيه إلى أن «قدرة نتنياهو على البقاء زعيماً» كانت «في خطر»، بسبب عدم ثقة الجمهور في قدرته على الحكم. وتوقع التقييم اندلاع احتجاجات كبيرة تطالب باستقالته وإجراء انتخابات جديدة.

ويواجه نتنياهو اتهامات داخلية بشأن الإخفاقات العسكرية والاستخباراتية التي أدت إلى الهجوم المدمر الذي شنته «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر. كما أنه يواجه انقسامات عميقة داخل حكومته. وقال التقرير إنه يواجه ضغوطاً من جانبين: الضغوط التي يمارسها بايدن لإنهاء الحرب، والضغوط من المسؤولين اليمينيين في ائتلافه الحاكم الهش لمواصلة القتال.

يوضح التقييم كيف أن الحكومة الائتلافية الإسرائيلية لا تزال منقسمة بشدة حول العديد من القضايا الحاسمة في فترة ما بعد الحرب، ويشير إلى أن وجهات نظر كل وزير متباينة بشأن الحكم والأمن وإعادة الإعمار.

وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن التحدي الذي يواجه إبرام صفقة في غزة هو خلق حالة من الغموض بحيث يمكن لكل من نتنياهو و«حماس» أن يزعما أن الصفقة تلبي أهدافهما.

ومن المقرر أن يلقي نتنياهو خطاباً أمام اجتماع مشترك للكونغرس يوم 24 يوليو (تموز) المقبل، ويتوقع أن يستعرض فيه أسبابه للاستمرار في الحرب ضد «حماس» وحث المشرعين على الالتزام بضمان حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

بيرنز وماكغورك

ويأتي كشف بعض محاور التقييم الاستخباراتي في وقت يجتمع فيه كبار مسؤولي إدارة بايدن مع الوسطاء الإقليميين حيث يجلس مدير وكالة الاستخبارات الأميركية ويليام بيرنز مع الوسطاء القطريين في الدوحة، ويتفاوض مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط بمجلس الأمن بريت ماكغورك مع المسؤولين المصريين في القاهرة، لممارسة ضغوط على «حماس» لقبول الاتفاق الذي عرضه بايدن الأسبوع الماضي.

ويقول مسؤولون أميركيون إن بيرنز يحث قطر وتركيا على زيادة الضغط على «حماس» والتهديد بتجميد الحسابات المصرفية لأعضاء الحركة وتضييق الخناق على قدرتهم على السفر في المنطقة. كما حثت الإدارة الأميركية قطر على إعلان أنها ستطرد قادة «حماس» من أراضيها إذا لم يقبلوا بالصفقة. وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً كبيرة على «حماس» لكنه رفض الخوض في تفاصيلها.

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن مصر أيضاً تمارس مزيداً من الضغوط على «حماس» أكثر مما كانت عليه في الماضي.