سياسة

تعرف على أبرز 3 قضايا تراجعت فيها أمريكا اللاتينية خلال آخر 10 سنوات

تتخلف أمريكا اللاتينية اليوم عن المناطق الآخرى فى مؤشرات مختلفة من القارات الأخرى، فعلى سبيل المثال ، فى مكافحة الفساد، كانت قضية شركة “اوبرشيت” الكبرى ابرز مظاهر فساد رؤساء القارة اللاتينية فى الفترات الأخيرة، كما كانت هناك شكوك حول إساءة المعاملة من قبل بعض القضاة والمدعين العامين، ويرى الخبراء أن الفساد يزداد سوءا فى القارة.

وهناك ثلاثة قضايا مهمة تراجعت فيها أمريكا اللاتينية فى العقد الأخير:

الاقتصاد

بدا أن اقتصاد أمريكا اللاتينية يتسارع فى عام 2010 مع توسع بنسبة 5.8% ولكن الآن ينتهى العقد بسرعة التزلج، ليكون متوسط معدل نمو الاقتصادات الإقليمية العام الجارى 2020،  0.1 ٪ ، وفقا لتوقعات اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى (ECLAC) التى صدرت هذا الشهر.

وقالت اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى فى تقرير “إذا استمر هذا السيناريو ، فسيكون سبتمبر 2014-2020 هو الأقل نموًا فى المنطقة خلال الأربعين عامًا الماضية”.

وأشارت صحيفة “انفوباى” الأرجنتينة إلى أن اقتصاد أمريكا اللاتينية يتعرض لأسوأ أداء له منذ أربعة عقود، بالإضافة إلى ذلك، هناك انخفاض فى الاستهلاك والناتج المحلى الإجمالى للفرد الواحد ، وخسارة مستمرة فى جودة العمالة وزيادة فى معدل البطالة الإقليمى، فقد بلغت 8.2 ٪ فى المتوسط آواخر العام الماضى، وهذا يعنى أنه سيكون هناك حاليًا 25.2 مليون أمريكى لاتينى يبحثون عن عمل.

ويشير المحللون إلى عدة أسباب للتراجع الاقتصادى فى أمريكا اللاتينية ، من انخفاض أسعار المواد الخام التى عززت طفرة صادرات أمريكا اللاتينية فى العقد الماضى ، إلى مشاكل كفاءة الإنفاق العام والقدرة التنافسية.

وقال موريسيو سانتورو ،خبير سياسى فى جامعة ريو دى جانيرو البرازيلية، إن “المنطقة تدفع فاتورة الأزمة العالمية فى العقد الماضى، ونهاية الدورة العظيمة للمواد الخام ، ومن المثير للإعجاب كيف لا توجد حكومة فى أمريكا اللاتينية قادرة على تقديم مخرج لهذه الأزمة”.

الفقر

تعتبر أمريكا اللاتينية منطقة مليئة بالفقراء ، إلا أن فى بداية العقد أظهرت الارقام انخفاضا فى معدل الفقر، ومع ذلك فبداية من عام 2015 انعكس هذا الاتجاه مع وجود بعض الصعوبات لدى الحكومات فى تمويل البرامج الاجتماعية، ولذلك فقد نما الفقر مجددا فى السنوات الأخيرة فى أمريكا اللاتينية.

وارتفع معدل الفقر فى أمريكا اللاتينية من 28 ٪ من السكان فى عام 2014 إلى 31 ٪ عام 2019 الماضى ، وهذا يعنى أن هناك 27 مليون فقير إضافى، ولكن هذا المعدل لا يزال أقل بكثير من نسبة 45 ٪ المسجلة فى عام 2002، حسبما قالت “بى بى سى موندو” على نسختها الإسبانية.

وتُعزى هذه الأرقام إلى حد كبير إلى الركود التاريخى الذى  شهده أكبر اقتصاد إقليمي ، البرازيل ، في السنوات الأخيرة والأزمة الاقتصادية الشديدة التى تعانى منها فنزويلا.

وقال الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية لويس ألماجرو: “يتعين على قارتنا أن تتعامل مع بعض الأعمال الدرامية الهيكلية مثل عدم المساواة والفقر التى تتكرر، فنحن لا نزال أكثر القارات  التى تعانى من عدم المساواة ، والتى لها نفس هياكل الفقر التى كانت عليها قبل 200 عام”.

العنف

تعتبر أمريكا اللاتينية هي الأكثر عنفًا وقد رسخت نفسها فى العقد الماضى، حيث أن 37٪ من عمليات القتل على كوكب الأرض تحدث فى الأمريكتين ، حسبما ذكر تقرير للأمم المتحدة فىى يوليو، وميعهم تقريباً ملتزمون فى أمريكا اللاتينية ، حيث يعيش 8٪ فقط من سكان العالم.

وقالت أنجيلا مى ، رئيسة البحوث فى مكتب الأمم المتحدة المعنة بالمخدرات والجريمة (يونودك)، إن القتل فى أمريكا اللاتينية “يمكن وصفه بأنه وباء”.

ووفقًا لهذه البيانات ، فإن أمريكا اللاتينية هى المنطقة الوحيدة فى العالم التي زاد فيها معدل القتل مقارنة بعام 1990 ، رغم أنه انخفض فى العقد الماضى، وفى عام 2010 ، سجلت القارة الأمريكية 15.7 حالة قتل لكل 100 ألف نسمة، وفى عام 2017 ارتفع الرقم إلى 17.2.

وتسجل المكسيك أكبر عدد من جرائم القتل فى العام الماضى 33.743 ،ويعزو الخبراء الكثير من العنف الإقليمى إلى عوامل مثل الجريمة المنظمة والعصابات وتهريب المخدرات وسهولة الوصول إلى الأسلحة النارية والإفلات من العقاب والظروف الاجتماعية الاقتصادية التى ينمو فيها جزء كبير من الشباب.

 

(انفوباى)

اترك تعليقاً