سياسة

محادثات أمريكا وطالبان.. هل يتوقف إطلاق النار؟

بدأت منذ أول من الإثنين، محادثات بين حركة طالبان الأفغانية ومسؤولين أمريكيين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجاء الاجتماع عقب عقد ما لا يقل عن اجتماعين بين مسؤولين من طالبان ومبعوث السلام الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد، في قطر، كما تأتي مع تكثيف الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الصراع الأفغاني على الرغم من رفض طالبان حتى الآن التعامل بشكل مباشر مع الحكومة التي يدعمها الغرب في كابول والتي تعتبرها غير شرعية، وتقول طالبان إن وجود القوات الدولية في أفغانستان هو العقبة الرئيسية أمام السلام.

وأوضحت طالبان، الإثنين، أنه من الممكن التفاوض بشأن قضايا من بينها الاعتراف المتبادل مع حكومة كابول وإجراء تعديلات دستورية وحقوق المرأة، في الوقت الذي تتواصل فيه المساعي الدبلوماسية للاتفاق على أساس عقد محادثات لإنهاء الحرب الدائرة في أفغانستان منذ 17 عاما.

وقف إطلاق النار

أعلنت مصادر من حركة طالبان، الأربعاء، أن مسؤولين من الولايات المتحدة ومن الحركة بحثوا مقترحات بوقف إطلاق النار لمدة 6 أشهر في أفغانستان وانسحاب القوات الأجنبية في المستقبل من البلاد، وذلك في اليوم الثاني من محادثات تهدف إلى التحضير لمفاوضات سلام، وذلك بحسب ما نقلته وكالة «رويترز».

وقال مسؤولون من طالبان، إن الوفد الأمريكي يضغط من أجل وقف لإطلاق النار مدته 6 أشهر بالإضافة إلى اتفاق لتعيين ممثلين لطالبان في حكومة تسيير أعمال مستقبلية، غير أن مسؤولي طالبان يقاومون وقف إطلاق النار إذ يعتقدون أنه سيضر بقضيتهم ويساعد القوات الأمريكية والأفغانية، وتتمثل أولويات طالبان في إطلاق سراح سجنائها وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية، ولم يصدر تعليق من السفارة الأمريكية في كابول.

وذكرت طالبان في بيان أصدرته، مساء الثلاثاء، أن المحادثات ركزت بشكل أساسي على ما وصفته بـ”الاحتلال الأمريكي”، مضيفة: “لم تتم مناقشة أي شيء بخصوص حكومة مؤقتة أو وقف إطلاق النار أو انتخابات أو قضايا داخلية أخرى”، وفي بيان منفصل أوضح ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان: “دارت المحادثات حول انسحاب قوات الاحتلال من أفغانستان، وإنهاء القمع الذي تمارسه الولايات المتحدة وحلفاؤها”.

لكن رغم إصرار الولايات المتحدة على أن التسوية السلمية يجب أن يجري الاتفاق عليها بين الأفغان، رفضت طالبان إجراء محادثات مباشرة مع مسؤولين من حكومة كابول التي تعتبرها الحركة غير شرعية ومفروضة من الخارج.

تصعيد الضربات

تأتي أحدث جولة من الجهود الدبلوماسية بعد نحو عام من إرسال الولايات المتحدة آلاف الجنود الإضافيين إلى أفغانستان وتصعيد ضرباتها الجوية إلى مستويات قياسية بهدف دفع طالبان إلى قبول المحادثات، وقاد وفد طالبان شير محمد عباس ستانيكزاي رئيس المكتب السياسي لطالبان في قطر ويضم عددا من أعضاء مجموعة القيادة المتمركزين في كويتا في باكستان ومدير مكتب زعيم الحركة الملا هيبة الله أخونزاده، ويلقي وجود مسؤولين بارزين مقربين من زعيم الحركة، الضوء على أهمية المحادثات التي تمثل أكثر المحاولات جدية لبدء مفاوضات منذ عام 2015.

وقال ناشط في الدفاع عن السلام على اتصال وثيق مع مندوبي طالبان في الاجتماع: “إنه اجتماع منسق جيدا يشارك فيه ساسة من اللجان السياسية ومن مجلس شورى كويتا لأول مرة”، وذكر هارون تشاكانسوري المتحدث باسم الحكومة، في بيان، أن وفدا من الحكومة الأفغانية سافر إلى أبو ظبي لبدء حوار غير مباشر مع وفد طالبان وللإعداد لاجتماع مباشر بين الجانبين.

وأشارت الولايات المتحدة إلى إن هدف المحادثات تسهيل عملية يقودها الأفغان. ويعكس إشراك السعودية والإمارات وباكستان في المحادثات رغبة واشنطن في دمج دول لها مصالح في أفغانستان، وعقدت الاجتماعات السابقة في قطر حيث أسست طالبان مكتبا سياسيا، لكن الدفع من أجل إشراك السعودية التي تقاطع قطر أدى إلى تغيير مكان المحادثات إلى أبو ظبي.

اترك تعليقاً