سياسة
إلغاء مؤتمر أمريكا الوسطى بعد توتر مع جواتيمالا والسلفادور
سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الضوء على إلغاء مؤتمر كان يتم تجهيزه على مستوى عال بهدف تعزيز التعاون الأمني الأمريكي مع المكسيك ودول أمريكا الوسطى وسط تصاعد حدة التوتر الدبلوماسي بين واشنطن والسلفادور وجواتيمالا، وذلك وفقا لمسئولين من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأفادت الصحيفة في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني أمس السبت، أنه كان من المقرر أن يجتمع كبار الدبلوماسيين والمسئولين الأمنيين من الولايات المتحدة والمكسيك ودول أمريكا الوسطى الأسبوع المقبل في واشنطن لمتابعة مؤتمر “الرخاء والأمن في أمريكا الوسطى” الذي عقد في ميامي العام الماضي وحضره في ذلك الوقت وزير الأمن الداخلي جون كيلي ووزير الخارجية الأمريكي وقتها ريكس تيلرسون.
وأوضحت أن هذه المحادثات المزمعة ألغيت بعد أن أخطرت حكومتا السلفادور وجواتيمالا الدبلوماسيين الأمريكيين بأن ممثليهم لن يسافروا إلى واشنطن، وفقا لمسئولين اثنين في الإدارة الأمريكية، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لعدم إصدار إعلان رسمي بذلك حتى الآن.. وقالا إن المؤتمر تم تأجيله، على الرغم من عدم تحديد مواعيد جديدة.
وسعى الدبلوماسيون الأمريكيون ومسئولو الأمن الداخلي إلى تعزيز الشراكة مع المكسيك ودول أمريكا الوسطى ومنها جواتيمالا وهندوراس والسلفادور، كمفتاح للتصدي إلى عنف العصابات والفقر المستشري الذي يغذي الهجرة غير القانونية.
ولكن الأسبوع الجاري شهد تصعيدا في حدة التوترات بين واشنطن وجواتيمالا بعد قرار رئيس الأخيرة جيمي موراليس بمنع رئيس لجنة مكافحة الفساد التابعة للأمم المتحدة من دخول جواتيمالا.
وقد حظيت اللجنة بتأييد واسع من الولايات المتحدة ودول عديدة حول العالم، لكن موراليس قال إنه لن يمدد التفويض لها بعد هذا العام، فيما استهدفت إحدى تحقيقات اللجنة حملة التبرعات التي وصفتها بغير القانونية لحملة قادها موراليس بنفسه، وقد تسبب قراره بالإطاحة ببرنامج اللجنة في تعرضه لانتقادات واسعه من المشرعين الأمريكيين، بالإضافة إلى إطلاق دعوات لتعليق المساعدات الأمريكية لجواتيمالا.
وتابعت الصحيفة “أن التوترات مع السلفادور وحكومتها اليسارية تعد جيوسياسية أكثر، فبعد أن قطعت السلفادور علاقاتها مع تايوان الشهر الماضي، سعيا إلى توثيق العلاقات مع الصين، استدعت واشنطن دبلوماسييها احتجاجا على الخطوة التي وصفها المسئولون في السلفادور بأنها قرارا اقتصاديا”.. حيث تعمل الصين على زيادة استثماراتها في الموانئ والسكك الحديدية ومشروعات البنية التحتية الأخرى في أمريكا اللاتينية منذ سنوات، مما يهدد الهيمنة الأمريكية طويلة الأمد في هذه المنطقة.
وفي العام الماضي، قطعت بنما العلاقات مع تايوان والتفت حول الصين، فيما اتخذت جمهورية الدومينيكان نفس القرار في هذا العام.
وتعليقا على ذلك، قالت “واشنطن بوست” إن هذه التحركات أثارت المخاوف من تخلي واشنطن عن نفوذها في أمريكا اللاتينية لصالح الصين، خاصة خلال حكم إدارة ترامب.
وبينما يواصل ترامب الضغط من أجل بناء الجدار الحدودي لبلاده مع جيرانها، دعا رئيس المكسيك المنتخب أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إلى تحقيق التنمية الاقتصادية في أمريكا الوسطى بإعتبارها أفضل طريقة للتعامل مع الهجرة غير الشرعية التي تذهب إلى الولايات المتحدة”.