محاضرات وندوات

تقرير: الولايات المتحدة كانت ستعلن روسيا دولة داعمة للإرهاب بعد حادث سكريبال

كشف تقرير صحفى أمريكى أن الولايات المتحدة فكرت فى إعلان روسيا دولة راعية للإرهاب فى أعقاب حادث تسميم الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال بالمملكة المتحدة، لكن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قررت عدم اتخاذ تلك الخطوة، ومواصلة التعامل مع روسيا كشريك فى محاربة الإرهاب بدلا من ذلك.

وذكرت مؤسسة “برو بابليكا” الأمريكية للصحافة الاستقصائية، فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، أن ريكس تيلرسون، والذى كان وزير الخارجية الأمريكى وقت الهجوم على سكريبال وابنته فى 4 مارس الماضى، أمر مسئولى الوزارة، عقب الحادث، بإعداد تقرير بشأن إمكانية تصنيف روسيا كدولة داعمة للإرهاب بموجب القانون الأمريكي؛ وبدأ خبراء مكتب محاربة الإرهاب بالوزارة فى جمع ما اعتقدوا بأنها ستكون حججا قوية.

لكن خلال يومين تقريبا من إصدار ذلك الأمر، وبينما بدأ الخبراء فى استعراض مادتهم، أرسل مكتب تيلرسون تعليمات جديدة بالتراجع عن تلك المبادرة، وفقا لما نقل التقرير عن مسئولين بوزارة الخارجية على صلة بالأمر.

وتعرض سكريبال وابنته يوليا، فى 4 مارس الماضى، للتسميم بغاز الأعصاب فى سالزبورى بالمملكة المتحدة، التى كان العميل الروسى المزدوج لاجئا بها بعد تسليمه من روسيا التى أُدين فيها بالتجسس ضمن صفقة تبادلية فى 2010. واتهمت لندن والدول الغربية موسكو بالوقوف خلف الهجوم، الأمر الذى ينفيه المسئولون الروس، والذين يوجهون بدورهم الاتهام ذاته للملكة المتحدة.

وتسبب الهجوم فى أزمة دبلوماسية كبيرة بين روسيا وأكثر من 24 دولة غربية تبادلت روسيا معهم طرد الدبلوماسيين وإغلاق القنصليات، وفى مقدمتهم الولايات المتحدة، فيما لا تزال التحقيقات فى الحادث جارية إلى الآن دون تقديم أدلة دامغة على تورط موسكو فى الهجوم، رغم تقديم البريطانيين لبعض المؤشرات التى ترجح تلك الفرضية، من وجهة نظرهم.

وفى تبريره للتراجع عن قرار تيلرسون بتصنيف روسيا كدولة داعمة للإرهاب، قال أحد المسئولين بالوزارة – لم تكشف “برو بابليكا” هويته: “هناك الكثير من القضايا التى نعمل عليها سويا مع روسيا”، مضيفا: “تصنيفهم كان سيتداخل مع قدرتنا على عمل ذلك“.

وقال المسئولون الأمريكيون إن تراجع الخارجية عن تلك الخطوة ليس ناجما عن تعاطف إدارة ترامب مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لكن التقرير نقل عن مسئولين استخباراتيين وخبراء أمريكيين فى السياسة الخارجية، قولهم إن ذلك التراجع عكس السياسة المترددة والمتناقضة أحيانا من جانب الولايات المتحدة تجاه روسيا فيما يتعلق بقضايا الإرهاب، والتى تعود لأكثر من 12 عاما.

اترك تعليقاً