سياسة

واشنطن تعتزم دعوة المجتمع الدولى للإبقاء على العقوبات ضد كوريا الشمالية

تعتزم الولايات المتحدة دعوة المجتمع الدولى إلى الإبقاء على ضغوط العقوبات على كوريا الشمالية فى منتدى أمنى يعقد فى سنغافورة هذا الأسبوع ، مع تزايد المخاوف من أن بيونج يانج لم تحرز تقدماً باتجاه نزع أسلحتها النووية.

وسيشارك وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو ونظيره الكورى الشمالى فى المنتدى فى سنغافورة حيث عقد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قمة تاريخية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون قبل شهرين.

وسيدرس بومبيو وعدد من كبار الدبلوماسيين من دول أخرى مشاركة في محاولة الحد من تطلعات بيونج يانج النووية، ما إذا كانت كوريا الشمالية اتخذت خطوات ملموسة باتجاه التخلى عن أسلحتها النووية.

فى القمة التاريخية مع ترامب فى يونيو وقع كيم التزاما غامضا “لنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية”، وهو أقل بكثير من المطالب الامريكية الطويلة الأمد للنزع الكامل الذى لا عودة عنه ويمكن التحقق منه للاسلحة النووية.

ورغم وجود مؤشرات صغيرة على حدوث تقدم، تشير معلومات إلى أن بيونج يانج تواصل بناء الصواريخ ،وهناك مخاوف أيضا من أن بعض الدول تتراخى فى فرض عقوبات الامم المتحدة على كوريا الشمالية.

قال مسؤول أمريكى إن واشنطن “قلقة” من انتهاكات كوريا الشمالية للعقوبات التى وافقت عليها الأمم المتحدة ومن بينها الشحنات غير القانونية للنفط بحرا.

وأضاف أن لقاءات مثل منتدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) الإقليمى تمثل “فرصة لتذكير جميع الدول بالتزاماتها بتنفيذ” قرارات مجلس الأمن الدولى.

يشارك فى المنتدى السنوى لآسيان كبار الدبلوماسيون من 26 بلدا ومن الإتحاد الأوروبى لإجراء محادثات حول القضايا السياسية والأمنية فى آسيا والمحيط الهادئ.

وسيحضر الاجتماع وزراء خارجية جميع الدول التى شاركت في المفاوضات السداسية المتوقفة مع كوريا الشمالية والتى هدفت إلى وقف برنامجها النووى وهى الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية.

يتطلب قطع النفط والوقود عن كوريا الشمالية التزام الصين بشكل خاص لانها تزود ذلك البلد بمعظم احتياجاته من الطاقة، وكذلك روسيا التى تصدر النفط إلى بيونج يانج.

وعلى الرغم من المخاوف بشأن تقدم كوريا الشمالية نحو التخلى عن أسلحتها النووية، يتوقع أن يتحدث الوزراء بشكل إيجابى عن الاتفاق بين ترامب وكيم خلال الاجتماع.

وسيشجعون الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على “مواصلة العمل لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين مع إزالة الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية“.

ولم يكشف مسؤولون أمريكيون ما إذا كان بومبيو سيلتقى نظيره الكورى الشمالى رى يونج هو على هامش المنتدى.

ولكن حتى لو حدث ذلك فإن خبير الشؤون الكورية في كلية فليتشر للحقوق والدبلوماسية في جامعة تافتس يشكك فى خروج أية مؤشرات جديدة على التقدم فيما يتعلق بازالة الاسلحة النووية.

وقال “بومبيو لن يحصل على اى شيء جوهرى باستثناء استعداد كوريا الشمالية لاجراء محادثات حول المحادثات“.

وسيركز وزير الخارجية الامريكى كذلك على مسألة خلافية اقليمية كبرى اخرى اثناء المنتدى وهى الخلافات بشأن بحر جنوب الصين وتواجد بكين المتزايد هناك.

تزعم الصين احقيتها في كامل البحر المهم استراتيجيا بما في ذلك المياه القريبة من سواحل فيتنام والفيليبين وماليزيا وبروناى الاعضاء فى اسيان.

ووسعت بكين فى السنوات الاخيرة تواجدها فى البحر من خلال بناء جزر اصطناعية يمكن اقامة قواعد عسكرية عليها.

وقبل زيارة بومبيو الى جنوب شرق اسيا والتي ستاخذه الى ماليزيا واندونيسيا، دعا الوزير الامريكى الى ان تكون منطقة اسيا والمحيط الهادئ “حرة ومفتوحة”، وسيتحدث عن هذه الفكرة خلال اجتماع سنغافورة.

وسيكون بحر جنوب الصين المختلف عليه محل تركيز محادثات وزراء خارجية الدول العشر الاعضاء في الرابطة خلال اجتماع عمل الاربعاء، حيث يتوقع ان تعلن اسيان والصين عن تقدم فى المحادثات الطويلة التى تهدف الى تحديد قواعد السلوك بالنسبة لهذا البحر.

ويتوقع أن يعلنوا اتفاقهم على مسودة نص تعكس المواقف التفاوضية الاولية لتلك الدول بهذه القواعد ، الا ان محللين اكدوا ان هذه ستكون خطوة صغيرة اخرى تأتى بعد 15 عاما من بدء المفاوضات.

قال هوانج ثى ها المحلل في مركز اسيان للدراسات فى سنغافورة ان هذا التطور يمثل “بعض التقدم الاولى” الا انه اشار الى ان وضع قواعد السلوك “سيبقى عملية صعبة وبطيئة جدا“.

اترك تعليقاً