أخبار

بلينكن وأوستن يعززان العلاقات أميركية – الهندية دبلوماسياً ودفاعياً

أجرى وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان، أنتوني بلينكن ولويد أوستن، الجمعة في نيودلهي، محادثات مع نظيريهما الهنديين، سوبرامانيام جيشانكار وراجناث سينغ، تناولت العديد من القضايا الأمنية في منطقة المحيطين الهادي والهندي، والتوترات مع الصين، والحرب في غزة.

وعقدت الهند والولايات المتحدة محادثات «اثنين زائد اثنين» بين وزراء الخارجية والدفاع منذ عام 2018 لمناقشة القضايا محل الاهتمام وتعزيز العلاقات الثنائية.

وقال كبير الدبلوماسيين الأميركيين إن الولايات المتحدة والهند تواصلان «تعميق شراكتنا، وتعميق تعاوننا في كل شيء بدءاً من التقنيات الناشئة إلى الدفاع إلى العلاقات بين الشعبين، فضلاً عن دبلوماسيتنا المشتركة لمحاولة تعزيز العلاقات الحرة والمنفتحة والمزدهرة والمرنة في منطقة المحيطين الهادي والهندي».

وتستخدم واشنطن هذا التعبير لانتقاد الصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

الوضع في غزة

وأفاد بلينكن أيضاً بأن الجانبين ناقشا الأزمة في الشرق الأوسط، معبراً عن «حقيقة تقديرنا لأن الهند أدانت بشدة هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) منذ اليوم الأول. وكما يوضح بياننا المشترك، تقف الهند والولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل ضد الإرهابيين».

وينظر الطرفان الى الحرب بعدّها تحدياً لخطط إنشاء طريق تجارية تربط بين أوروبا والشرق الأوسط والهند، كُشف عنها في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وأكد جيشانكار أن الوضع في الشرق الأوسط «يمثل مصدر قلق كبير» للهند، التي عملت بعد التنديد بهجوم «حماس»، على موازنة موقفها التأكيد على أنها «دعت دائماً إلى استئناف المفاوضات المباشرة نحو إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة وقابلة للحياة تعيش داخل حدود آمنة ومعترف بها، جنباً إلى جنب وبسلام مع إسرائيل».

الخلاف الهندي الكندي

وأفاد بلينكن أيضاً بأنه ناقش أيضاً الخلاف الدبلوماسي الذي بدأ عندما اتهمت كندا الهند بالتورط في اغتيال المواطن الكندي من أصول سيخية هندية، هارديب سينغ نيجار، في ضواحي فانكوفر بغرب كندا. ورفضت الهند هذا الاتهام. وقال بلينكن: «هذان اثنان من أقرب أصدقائنا وشركائنا، وبالطبع، نريد أن نراهما يحلان أي خلافات أو نزاعات بينهما… باعتبارنا صديقاً لكليهما، نعتقد أنه من المهم للغاية أن تعمل الهند مع كندا في تحقيقها، وأن تجدا طريقة لحل هذا الخلاف بطريقة تعاونية».

وكان بلينكن يتحدث في ختام زيارة قادته إلى الشرق الأوسط وآسيا، للمشاركة في دبلوماسية مكثفة مع شركاء إقليميين لإظهار الوحدة في شأن الحرب في أوكرانيا، وغيرها من القضايا الرئيسية، ومنع تفاقم الخلافات القائمة حيال الوضع في غزة.

التعاون الدفاعي

وأعلنت وزارة الدفاع الهندية أن وزيري الدفاع الأميركي والهندي ناقشا خريطة طريق للتعاون الصناعي الدفاعي من شأنها تسريع التعاون التكنولوجي والإنتاج المشترك للأنظمة الدفاعية.

وقال أوستن في كلمته الافتتاحية: «في مواجهة التحديات الملحة في كل أنحاء العالم، أصبح مهماً أكثر من أي وقت مضى أن تتبادل أكبر ديمقراطيتين في العالم وجهات نظرهما وتسعيان إلى إيجاد أهداف مشتركة لصالح شعبَينا»، مشيداً بتعزيز التعاون في كل المجالات. وأضاف: «نعمل على دمج قواعدنا الصناعية، وتعزيز قابلية التشغيل البيني لدينا، ومشاركة التكنولوجيا المتطورة».

وتتوقع واشنطن أن تصبح الهند مزوداً أمنياً رائداً في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

وشدد سينغ على أن الشراكة بين البلدين «أمر بالغ الأهمية لضمان منطقة المحيطين الهندي والهادي حرة ومفتوحة».

وخلال زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى الولايات المتحدة في يونيو (حزيران) الماضي، اعتمد الجانبان دليلاً سياسياً للصناعات الدفاعية لتمكينهما من إنتاج أنظمة دفاعية متقدمة معاً والتعاون في البحث واختبار النماذج الأولية.

وتوصل الجانبان أيضاً إلى اتفاق يسمح لشركة «جنرال إلكتريك» الأميركية بالدخول في شراكة مع شركة «هندوستان» للملاحة الجوية الهندية لإنتاج محركات نفاثة للطائرات الهندية في الهند وبيع طائرات من دون طيار مسلحة أميركية الصنع من طراز «إم كيو – 9 بي سي غارديان».

والهند عضو في تحالف «كواد» الرباعي الاستراتيجي مع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، وتقف في مواجهة طموحات الصين المتزايدة في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

وأعطت الإدارة الأميركية الأولوية للعلاقات بالهند، التي ينظر إليها على أنها شريك يتقاسم المخاوف نفسها بشأن الصين، لكن الخلاف الأخير بين نيودلهي وأوتاوا حليفة الولايات المتحدة، يشكل مصدر إحراج للأميركيين.