أخبار
الجمهوريون لتفويض ترمب في معركة العودة للبيت الأبيض
أرخت محاولة الاغتيال التي أصيب فيها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بظلالها على السباق الرئاسي المحموم، وأثارت موجة عارمة من التساؤلات حيال ما سيعلنه «ترمب الجريح» مع وصوله إلى مدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن، مع افتتاح «المؤتمر الوطني العام للحزب الجمهوري» الذي سيمنحه رسمياً بطاقته إلى الانتخابات التي تشهدها الولايات المتحدة بعد أقل من 4 أشهر.
وفي حين أدخلت محاولة الاغتيال الحياة السياسية الأميركية في منعطف جديد وسط مساعٍ من إدارة الرئيس جو بايدن الديمقراطية إلى تهدئة المخاوف والتوترات التي عمت أنحاء البلاد، تعهد ترمب، عبر منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، عدم السماح لـ«مطلق النار» عليه في بنسلفانيا، الشاب الأبيض توماس ماثيو كروكس، أو أي «قاتل محتمل» آخر، بفرض تغييرات على الجدول الزمني أو «أي شيء آخر». وهو قد وصل الأحد إلى ميلووكي، متخلياً عن خطط سابقة لتأجيل رحلته لمدة يومين. وأكد وأنصار حركته: «فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، وأنهم سيظلون «صامدين في إيماننا ومتحدين في وجه الشر». وفاجأ العاملين لديه بتوجيهات لإظهار رسالة «وحدة» في المؤتمر التي يستمر حتى ليل الخميس. وقال إنه سيعلن اسم نائب الرئيس في اليوم الأول من المؤتمر.
حال متغيرة
ورغم أن خطط مؤتمر الجمهوريين لا تزال في حال تغير مستمرة، فإنه يُتوقع أن يركز المؤتمر بشكل أكبر على «شجاعة ترمب وصموده». وسعت حملة ترمب إلى طمأنة المساعدين. ووجه كريس لاسيفيتا وسوزي ويلز، وهما من المستشارين الكبار للرئيس السابق، رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين تفيد بأن المؤتمر «سيستمر كما هو مخطط له» بينما يستعد المندوبون الجمهوريون، الذين يصل عددهم إلى 2400 شخص، «لترشيح رئيسنا… المرشح الشجاع لحزبنا».
وفي مكالمة هاتفية الأحد، أخبرت ويلز الموظفين أن الرئيس ترمب «متفائل وفي حال معنوية جيدة». وشجعتهم على المضي في عملهم والحذر، لكنها وصفت الساعات الـ24 التي تلت محاولة الاغتيال بأنها «صعبة».
ولم تنشر حملة ترمب أي لائحة بأسماء الأشخاص الذين التقاهم بعد وصوله إلى ويسكونسن. غير أن شخصاً اجتمع معه هناك قال، بعدما طلب عدم نشر اسمه، إن الرئيس السابق بدا «روحانياً»؛ إذ إنه «يعتقد أنه حصل على هبة من الله»؛ لأن الرصاصة أصابت أذنه اليمنى ولم تخترق رأسه.
ولا يزال «مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)» يحقق في حادث إطلاق النار مساء السبت على تجمع انتخابي لترمب في بلدة باتلر بولاية بنسلفانيا، بوصفه محاولة اغتيال نفذها المشتبه فيه توماس ماثيو كروكس (20 عاماً) من بلدة بيثيل بارك بولاية بنسلفانيا.
وفي إحدى الإضافات البارزة لبرنامج هذا الأسبوع في ميلووكي، ستتحدث نيكي هايلي؛ حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية السابقة التي ترشحت عن الحزب الجمهوري ضد ترمب، في المؤتمر، وفقاً لمصادر مطلعة على التخطيط، في إشارة إلى توجه القادة الجمهوريين نحو محاولة رأب الصدع داخل الحزب.
دور مزدوج
في المقابل، اندفع بايدن، الذي لا يزال يحاول التعافي من أدائه المتعثر في مناظرة أواخر يونيو (حزيران) الماضي، إلى دور مزدوج دقيق بعد إطلاق النار، متصرفاً بصفته رئيساً حذر منذ فترة طويلة من العنف السياسي، ومرشحاً يخوض الانتخابات ضد رجل استهدفه هذا العنف.
ومع ذلك، أضفت عملية إطلاق النار غمامة قاتمة على الحدث الذي أحيط بإجراءات أمنية استثنائية حوّلت ميلووكي، وهي مدينة معروفة تقليدياً بولائها للديمقراطيين، إلى قوة جاذبة للجمهوريين، وسط تساؤلات عن مستقبل المنافسة غير العادية بين بايدن وترمب، الذي يؤكد أن انتخابات 2020 «سُرقت» ولم يستطع استعادتها، رغم اقتحام أنصاره مبنى «الكابيتول» في واشنطن العاصمة سعياً إلى وقف مصادقة الكونغرس على انتخاب بايدن في 6 يناير (كانون الثاني) 2021.
وبعد دقائق من وصول ترمب إلى ميلووكي، خاطب بايدن الأمة الأميركية من «المكتب البيضاوي»، واصفاً محاولة اغتيال منافسه بأنها جزء من سلسلة من أحداث العنف التي شملت اقتحام الكونغرس، ومؤامرة خطف حاكمة ولاية ميتشيغان الديمقراطية غريتشين ويتمر، ومهاجمة بول بيلوسي؛ زوج رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، والتهديدات ضد مسؤولي الانتخابات.
وحاول مساعدو كل من ترمب وبايدن احتواء الغضب والانتقادات الحزبية اللاذعة التي ظهرت فور إطلاق النار، لا سيما بعدما لجأ كثير من مؤيدي ترمب إلى وسائل التواصل الاجتماعي ليقولوا إن خطاب بايدن وأنصاره – الذين وصفوا ترمب بأنه تهديد للديمقراطية – أدى إلى «أحداث السبت».
لحظات التحدي
وأطلق ترمب نبرة تحدٍّ في اللحظات التي أعقبت إطلاق النار مباشرة، حيث رفع قبضته بعدما أصيب بطلق ناري، ودعا إلى «القتال» مراتٍ عدة مع إخراج عناصر «الخدمة السرية» له من المسرح. لكن لاسيفيتا وويلز سعيا إلى تهدئة الأمور في مذكرتهما الليلية، وطلبا من مساعديهما عدم التعليق علناً على إطلاق النار. وقالا: «نحن ندين جميع أشكال العنف، ولن نتسامح مع الخطاب الخطر على وسائل التواصل الاجتماعي».
وكان كثير من حلفاء ترمب؛ بينهم السيناتور جيمس ديفيد فانس، الذي يحتمل اختياره لمنصب نائب ترمب، ألقوا تبعات إطلاق النار على معارضي ترمب السياسيين.
وانخفض عدد المرشحين لمنصب نائب الرئيس إلى ثلاثة، هم؛ بالإضافة إلى فانس: السيناتور ماركو روبيو، وحاكم داكوتا الشمالية دوغ بورغوم. ومن غير المقرر أن يتحدث المرشح لمنصب نائب الرئيس حتى الأربعاء.
ميزانية أمنية
وخلال مكالمة مع أعضاء الكونغرس، قال رقيب مجلس النواب إن الأعضاء يجب أن يتوقعوا زيادة الإجراءات الأمنية في «المؤتمر الجمهوري» في ميلووكي، وأن المشرعين الحاضرين ستراقَب تحركاتهم، وفقاً لما ذكره أحد المشرعين في المكالمة.
وأشار رئيس بلدية ميلووكي، كافالير جونسون، إلى أن مدينته انضمت إلى تحالف من الحزبين أمام «اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري»، الذي نجح في الضغط على الكونغرس لزيادة المنحة المخصصة لأمن «اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري»؛ من 60 مليون دولار إلى 75 مليون دولار.