أخبار
أميركا تترقب المؤتمر الجمهوري وترمب يتريث في تسمية نائبه
مع انتهاء أعمال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي استحوذت، خلال الأيام الماضية، على اهتمام وسائل الإعلام الأميركية وتركيزها، عادت الأنظار لتنصب على الحدث الذي تستعد له الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، المتمثل في انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري. ورغم أن تثبيت ترشيح الحزب للرئيس السابق دونالد ترمب، لخوض السباق الرئاسي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بات أمراً شكلياً إلى حد كبير، غير أن امتناع ترمب حتى الساعة عن تسمية نائبه، لا يزال يثير الجدل، داخل الحزب وخارجه. وفي حين أرجع البعض هذا التأخير إلى محاولة إضفاء «إثارة» على أعمال المؤتمر، قال آخرون إن خيارات ترمب لا تزال مرتبكة أمام الأسماء المطروحة، خصوصاً بعدما شكك بنفسه في القائمة «المصغرة» لتلك الأسماء.
غير أن كثيراً من المراقبين أرجعوا سبب التأخير، إلى محاولة ترمب معرفة مآل النقاشات والتراجيديا المفتوحة في الحزب الديمقراطي في الأيام المقبلة، حول ترشيح الرئيس جو بايدن من عدمه، الأمر الذي قد يكون له تأثير كبير على خياراته. ونقل عن أوساط مقربة من ترمب، أنه لا يريد الاستعجال في إعلان اسم نائبه قبل معرفة هوية منافسه ونائبه قدر الإمكان.
كل واحد مشكلة
وقبل أيام فقط من إعلانه عن مرشحه لمنصب نائب الرئيس، رفض ترمب في مقابلة مع راديو «فوكس نيوز» ذكر اسم هذا المرشح، وتحدث بدلاً من ذلك عن التحديات التي يمكن أن تعيق كل مرشح لهذا المنصب. وعندما سُئل عن مخاوفه بشأن القائمة المختصرة، التي تضم السيناتور عن ولاية أوهايو، جيمس ديفيد فانس، وحاكم ولاية نورث داكوتا، دوغ بورغوم، وسيناتور ولاية فلوريدا ماركو روبيو، قال ترمب: «كل واحد منهم مشكلة». ورغم أن ملاحظاته على فانس اقتصرت على «لحيته» التي لا يحبها، مشبهاً إياها بلحية الرئيس الأسبق أبراهام لينكولن، كان لديه بعض المخاوف الأوسع بشأن بورغوم وروبيو. وعدَّ توقيع بورغوم، بصفته حاكم ولاية نورث داكوتا، على القانون الصارم ضد الإجهاض، بأنه «يمثل مشكلة صغيرة». وقال «إنه حظر قوي جداً. أعتقد أن دوغ عظيم. لقد اتخذ موقفاً قوياً جداً، لكن لا أعرف ما إذا كان هو أو الولاية قد فعل ذلك، لذا فهي مشكلة».
وعدّت تحفظاته على حظر الإجهاض الصارم، إشارة إلى محاولته تقديم صورة أقل تشدداً أمام الناخبين، لانتزاع هذه الورقة من الديمقراطيين الذين يعدون هذه القضية إحدى أوراقهم الرابحة في الانتخابات العامة والرئاسية معاً.
روبيو وخسارة مندوبي فلوريدا
وبالنسبة لروبيو، فإن تسميته نائباً له تثير مشكلة، إذ سيكون مضطراً إلى التخلي عن منصبه بصفته سيناتور الولاية نفسها التي ينحدر منها ترمب، وطرح مقعده في مجلس الشيوخ على بطاقة الانتخاب. لكن الأهم من ذلك، أنه سيكون مضطراً إلى تغيير الولاية التي سيمثلها، كي لا يخسر هو وترمب أصوات 30 مندوباً لولاية فلوريدا من المجمع الانتخابي، إذا لم يتخلَّ عن فلوريدا، وفق القانون. ورغم ذلك، قال ترمب إن هذا الأمر لن يمنعه من اختيار روبيو، لكنه «يزيد الأمر تعقيداً». وأضاف: «أنت تفعل ذلك، وهذا يجعل الأمر أكثر تعقيداً. هناك أشخاص ليس لديهم هذا التعقيد». وقال: «الآن جرى إصلاح الأمر بسهولة إلى حد ما، ولكن عليك أن تفعل شيئاً مع المندوبين، وإلا يجب أن تكون هناك استقالة. لذا فالأمر ليس مثل اختيار بعض الأشخاص؛ حيث يكون الأمر سهلاً للغاية، ولا يوجد أي من تلك التعقيدات»، مشيراً إلى أن اختيار روبيو قد «يستقطب مندوبين» وهو «أمر محفوف بالأخطار للغاية». وأصر ترمب على عدم الإعلان عن اختياره، وقال إنه يفضل أن يكون «على الطراز القديم»، أي أن يعلنه خلال المؤتمر «أو قريباً جداً» من موعد المؤتمر، بما يجعل الأمر صراحة «أكثر إثارة للاهتمام».
ديسانتيس وهايلي
إلى ذلك، ذكرت عدة وسائل إعلام أميركية، أن مؤتمر الحزب الجمهوري لم يعلن حتى الساعة عن أسماء المتحدثين فيه، لكنها أشارت إلى تغيير طرأ على بعض أسماء كبار المتحدثين، على رأسهم حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس. وبعدما كان من المستبعد أن يدلي بخطاب في المؤتمر الأسبوع المقبل في ميلووكي، أكد مسؤولون جمهوريون يشرفون على التحضير لأعمال المؤتمر مشاركته فيه، بعدما رمّم علاقته بترمب.
وكان ينظر إلى ديسانتيس على أنه نجم محافظ صاعد، وفاز بمنصب حاكم فلوريدا بدعم رئيسي من ترمب عام 2018. لكن قراره بتحديه وترشحه ضده في الانتخابات التمهيدية للحزب، عده ترمب عملاً من أعمال الخيانة، وأبعده من دائرته المقربة. وبعد انسحابه في يناير (كانون الثاني)، أيد ديسانتيس ترمب، لكنهما لم يتقاربا إلا بعد أشهر، عندما عقدا اجتماعاً خاصاً في فلوريدا، وتعهد ديسانتيس بجمع الأموال لجهود إعادة انتخاب ترمب.
من ناحية أخرى، ورغم انسحابها من السباق الرئاسي وإعلانها أنها ستنتخب ترمب، وطلبها من مناصريها القيام بذلك أيضاً، أكد المتحدث باسم المرشحة الجمهورية السابقة، نيكي هايلي، أنها لن تتحدث في المؤتمر، ولم تتم دعوتها لحضور أعمال المؤتمر إطلاقاً. وقال تشاني دينتون لصحيفة «بوليتيكو»: «إنها بخير مع ذلك. وترمب يستحق المؤتمر الذي يريده. لقد أوضحت أنها صوتت له وتتمنى له الأفضل».