أخبار
4 قضايا هيمنت على مواجهة ترمب وبايدن
هيمنت قضايا الاقتصاد والهجرة وحربا أوكرانيا وغزة على المناظرة الرئاسية الأولى التي خرج المرشح الجمهوري دونالد ترمب منتصراً فيها.
واتّهم ترمب منافسه جو بايدن بـ«القيام بعمل سيئ» فيما يتعلق بالاقتصاد الأميركي، والتسبب في ارتفاع كارثي للتضخم، ما يسلط الضوء على مسألة الأسعار المرتفعة وتكلفة المعيشة التي أصبحت من القضايا الرئيسية في الحملة للانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني).
مواجهة حادّة
وقال المرشّح الجمهوري للانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة، خلال مناظرة على شبكة «سي إن إن» مع منافسه الديمقراطي: «لم يقم بعمل جيّد. لقد قام بعمل سيّئ. والتضخّم يقتل بلدنا. إنّه يقتلنا». وأضاف: «سلّمته بلداً من دون تضخم. كان ممتازاً. كان رائعاً، كل ما كان عليه فعله هو أن يتركه وشأنه… لقد دمّره».
وردّاً على الهجمات التي شنّها ترمب على سجله، قال بايدن إن ترمب «دمّر تماماً» الاقتصاد الأميركي عندما كان رئيساً. وأضاف: «لم يكن هناك تضخم عندما أصبحت رئيساً. تعلمون السبب؟ الاقتصاد كان عاجزاً»، مضيفاً أن إدارته ساهمت في خلق «ملايين الوظائف الجديدة»، منها ما هو في مجتمعات أقليات. وحدّد الأميركيون التضخم وتكلفة المعيشة بوصفها «المشكلة المالية الأكثر أهمية التي تواجه أسرهم» في الأعوام الثلاثة الماضية، وفقاً لاستطلاع حديث للرأي أجرته مؤسسة «غالوب» ومقرّها واشنطن. ورُبّما يكون أكثر ما يثير القلق لدى بايدن أن 46 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة قالوا إن لديهم «قدراً كبيراً» أو «قدراً معتدلاً» من الثقة بقدرة ترمب على القيام بالشيء الصحيح أو التوصية به بالنسبة للاقتصاد، فيما كان 38 في المائة يتبنّون الرأي نفسه عن الرئيس الحالي، بحسب استطلاع آخر لغالوب.
ارتفاع التضخم
رغم أن التّضخم الاستهلاكي في الولايات المتحدة ارتفع فعلاً بشكل حاد بعد تولي بايدن الرئاسة، مُسجّلاً أعلى مستوى له منذ عقود في 2022، فإن ذلك الارتفاع كان مدفوعاً إلى حدّ كبير بأزمة العرض بعد الجائحة وغزو روسيا لأوكرانيا. ولمواجهة ذلك الواقع، رفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سعر الإقراض الرئيسي مما يقرب من الصفر إلى أعلى مستوى له في عقدين بين 5.25 و5.50 في المائة، وظلّ عند هذا المستوى خلال العام المنصرم. ويسهم رفع أسعار الفائدة في التخفيف من الأزمة الاقتصادية، من خلال رفع تكاليف الإقراض للمستهلكين والشركات، ما يؤثّر بشكل غير مباشر على كل شيء؛ من أسعار الرهن العقاري إلى قروض السيارات. وتراجع التضخّم بشكل حاد منذ أن بدأ الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة، لكنه لا يزال فوق الهدف البالغ 2 في المائة، ما يترك المركزي الأميركي بانتظار مزيد من البيانات الإيجابية.
ولأن التضخّم ظلّ مرتفعاً لعدد من السنوات، ارتفعت أسعار الاستهلاك الآن بنحو 20 في المائة منذ يناير (كانون الثاني) 2021 مع تولي بايدن الرئاسة، بحسب مؤشر وزارة العمل لأسعار الاستهلاك. في المقابل، ارتفعت أسعار الاستهلاك بأقل من 6 في المائة خلال الإطار الزمني نفسه في عهد ترمب. ورغم أن الكونغرس أعطى الاحتياطي الفيدرالي تفويضاً بمعالجة التضخم بمفرده، فإنه لا يزال موضوعاً صعباً لبايدن الذي سعى للتحدث بإيجابية عن سجله الاقتصادي على أعتاب انتخابات نوفمبر. وقال ترمب إنه إذا فاز في الانتخابات فسيسعى لتوسيع سلسلة تخفيضات ضريبية أجرتها إدارته، وفرض قيود مشددة على الهجرة، وترحيل بعض المهاجرين غير الشرعيين المولودين في الخارج، وفرض رسوم جمركية على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة. وكتب خبراء الاقتصاد لدى «جي بي مورغان» في مذكرة حديثة للعملاء أن تلك السياسات «من المرجح أن تكون تضخمية» من خلال رفع الأسعار وفرض ضغوط تصاعدية على الأجور وزيادة الدين الوطني.
الهجرة وحرب أوكرانيا
إلى جانب الاقتصاد، تناول الخصمان مطوّلاً مسائل جوهرية مثل الهجرة ودعم أوكرانيا. وشن بايدن، بصوت أجشّ أوضح فريقه أنه ناجم عن إصابته بنزلة برد، هجوماً على ترمب حول موضوع حسّاس بالنسبة لمنافسه، آخذاً عليه عمله «الفظيع» ضد الحقّ في الإجهاض. كما اتهم ترمب بـ«الكذب» بتأكيده أن الهجرة غير القانونية تتسبّب بارتفاع نسبة الجرائم.
وأخذت حرب أوكرانيا حيّزاً مهماً من المناظرة؛ إذ قال ترمب إن شروط بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ومن بينها تراجع أوكرانيا عن المطالبة بعضوية في حلف شمال الأطلسي، «غير مقبولة». وأضاف: «هذه الحرب بين بوتين و(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي، سأجد حلّاً لها بصفتي رئيساً منتخباً قبل تسلُّم مهامي في 20 يناير (كانون الثاني). في المقابل، قال بايدن إن «بوتين هو مجرم حرب. قتل آلاف آلاف الأشخاص. وكان واضحاً في أنه يريد إعادة ما كان يشكّل الإمبراطورية السوفياتية. لا قطعة واحدة، إنما كل أوكرانيا (…). هل تعتقد أنه سيتوقف؟».
حرب غزة
وفيما يتعلق بالحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، سعى بايدن للترويج لخطة وقف إطلاق النار التي طرحها ولم تلق دعماً من حكومة بنيامين نتنياهو ولا من حركة «حماس». كما شدد على أنه «لا يوجد في العالم من يساند إسرائيل أكثر من الولايات المتحدة»، مؤكداّ: «أنقذنا إسرائيل». في المقابل، كرر ترمب زعمه أن «حماس لم يكن لها أن تهاجم إسرائيل، ولا حتى بعد مليون عام» لو كان رئيساً. وأضاف متحدثاً عن بايدن: «لقد أصبح مثل فلسطيني، لكنهم لا يُحبونه لأنه فلسطيني سيئ جداً. إنه (فلسطيني) ضعيف».