أخبار

تعرف على دائرة بايدن الصغيرة التي تحظى بثقته المطلقة

كشفت مقابلات أُجريت مع العشرات من الأشخاص المقربين من الرئيس الأميركي جو بايدن عن حقيقة يجهلها كثيرٌ عن الحياة السياسية للرئيس، وهي أنه، في حين أنه محاط بحشد متنوع ومتعدد من أفراد إدارته ونشطاء حملته الانتخابية وخبراء السياسة، فإنه يحتفظ بثقته الكاملة لمجموعة صغيرة من الأشخاص.

ووفقاً لهذه المقابلات التي أجرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن هذه الدائرة الصغيرة التي تحظى بثقة بايدن تتمثل في 3 أشخاص هم مستشاره مايك دونيلون، المقرب منه منذ الثمانينات، الذي يتصل به بايدن مرات عدة كل يوم، للاطلاع على أحدث استطلاعات الرأي والأخبار الرئيسية وسؤاله عن رأيه وتوقعاته فيما يحدث.

 

مايك دونيلون (أ.ب)

 

بالإضافة إلى ذلك، يستدعي بايدن، رون كلاين، رئيس أركانه السابق، مرة أسبوعياً، لورشة عمل حول أفضل الهجمات التي يمكن استخدامها ضد الرئيس السابق دونالد ترمب مع اقتراب المناظرة الرئاسية.

أما الشخص الثالث، فهو تيد كوفمان، أحد كبار مستشاري بايدن، وصديقه الشخصي منذ فترة طويلة، الذي يلتقي به الرئيس بانتظام عندما يغادر إلى ديلاوير في عطلات نهاية الأسبوع.

وعلى الرغم من جرأتهم، ومعارضتهم لقرارات بايدن في بعض الأحيان، فإنه نظراً لكبر سنهم، فإن عديداً من حلفاء الرئيس يشعرون بأنهم لن يتمكّنوا من مساعدة بايدن على كسب الناخبين الشباب الذين يمكنهم أن يقرروا نتيجة الانتخابات.

ويعدّ كلاين هو الأصغر سناً، ويبلغ من العمر 62 عاماً. أما دونيلون فيبلغ من العمر 65 عاماً، فيما يعد كوفمان الأكبر سناً (85 عاماً)، أي أكبر من بايدن بأربع سنوات.

 

رون كلاين (أ.ب)

 

وقد حاز كل منهم ثقة الرئيس ليس فقط لسنوات بل لعقود من الزمن. وقد كانوا من أكبر داعميه خلال حملاته الرئاسية.

وقال مايكل لاروزا، المتحدث الصحافي السابق للسيدة الأولى جيل بايدن: «إنهم لا يحظون بثقة بايدن فحسب، بل يحظون بثقة أفراد عائلته، خصوصاً جيل بايدن. من النادر جداً أن يحظى أشخاص بالثقة والاحترام من كليهما. وهذا يدل على مستوى غير عادي من المكانة التي يمتلكها الرجال الثلاثة».

لقد كانوا مع بايدن خلال بعض من أسوأ اللحظات التي مرّ بها في حياته، من بينها إصابته بتمدد الأوعية الدموية ووفاة نجله بو، والانتقادات اللاذعة التي واجهها بعد قضية أنيتا هيل، ضحية التحرش الجنسي، التي تم استجوابها بعدوانية عام 1991 من قبل اللجنة البرلمانية التي كان يقودها بايدن.

وقال لاروزا: «لقد عاصر الثلاثة ندوب بايدن التي تركت آثاراً عميقة لديه هو وزوجته، والتي لا يستطيع سوى قليل من الآخرين فهمها».

وسافر دونيلون وكلاين إلى كامب ديفيد في الأيام الأخيرة للمساعدة في إعداد بايدن لمناظرته يوم الخميس في أتلانتا مع ترمب.

 

تيد كوفمان (أ.ب)

 

ومن غير المتوقع أن يذهب كوفمان أيضاً إلى كامب ديفيد، لكنه سيستمر في دعمه لبايدن وإجراء نقاشات مفيدة معه قبل المناظرة، وفقاً لما أكده مارك غيتنشتاين، السفير لدى الاتحاد الأوروبي الذي عمل لأول مرة محامياً لبايدن منذ أكثر من 4 عقود.

وتعليقاً على هذا التقرير، قال أندرو بيتس، المتحدث باسم البيت الأبيض: «الرئيس بايدن يقدّر وجهات النظر المتنوعة ويفخر بفريقه الكامل من المستشارين، بمَن في ذلك الوافدون الجدد والمساعدون القدامى».

ومع ذلك، قال مستشار سابق إن «دائرة بايدن الضيقة تحبط جميع الأشخاص خارجها».

وقال جون كاسيتش، الحاكم الجمهوري السابق لولاية أوهايو الذي أيّد بايدن في المؤتمر الديمقراطي لعام 2020: «إن وجود مستشارين للرئيس من الأصدقاء المقربين ورفض الاستماع لأحد سواهم هو قبلة الموت».

وقال: «عندما تكون دائرتك صغيرة جداً، فهذا سيؤثر سلباً في قراراتك وفي أي شيء تفعله. إنهم منعزلون للغاية في الطريقة التي يفكرون بها ويفعلون بها الأشياء، وأعتقد بأنهم ربما يبذلون جهداً متعمداً لإبعاد الأصوات المختلفة عنهم عن الرئيس».