أخبار
حرب غزة لم تغير تأييد الشباب لبايدن أو ترمب
أوضحت استطلاعات رأي حديثة أن الناخبين الأميركيين الشباب، هم أكثر ميلاً بكثير لدعم الفلسطينيين من الناخبين الأميركيين الآخرين. ورغم ذلك، يشير القليل منهم إلى أن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، هو سبب عدم رضاهم عن سياسات الرئيس جو بايدن.
وشهدت الجامعات الأميركية موجة من الغضب والاحتجاجات غير المسبوقة بحجمها ومداها، بسبب الحرب المندلعة في غزة، وسيطرت على الأخبار السياسية وعلى مواقف السياسيين من كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري.
وأطلقت الكثير من المواقف الداعمة والمعارضة، للإسرائيليين والفلسطينيين، ليتحول الموقف من الطرفين، مادةً للتنافس السياسي في الانتخابات العامة والرئاسية التي ستجري بعد أقل من 6 أشهر من الآن. دعم الفلسطينيين ليس محدداً ورغم ذلك، بدا أن قضية دعم الفلسطينيين ليست هي المحدد الرئيسي لآراء الناخبين الشباب، حيث غالباً ما يضع الشباب المخاوف الاقتصادية على رأس القائمة.
وفي حين تظهر الاستطلاعات تراجع تأييد الشباب للرئيس بايدن، الذين صوّتوا بكثافة لمصلحته في انتخابات 2020، إلا أن هناك القليل من الأدلة على أن الدعم الأميركي للغزو الإسرائيلي لغزة يشكّل عاملاً حاسماً في استيائهم النسبي منه.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن أحد الطلاب من أصل مسلم ويهودي، وينشط في مجموعة جامعية تروج للحوار بين الأديان، في جامعة تكساس في مدينة أوستن قوله، إن الاحتجاجات في كليته، التي تعرّضت لقمع الشرطة، كانت «لحظة تاريخية».
وقال إنه كان يود الحصول على فرصة التصويت لمرشح «أكثر تقدمية بشأن إسرائيل» من بايدن، لكنه يخطط للتصويت له على أي حال. وأضاف: «عندما يكون لديك رئيسان لهما الموقف نفسه بشأن قضية واحدة، فإن ذلك يضع هذه القضية تلقائيا، رغم كرهي لقول ذلك، في أسفل القائمة، لأنه من الواضح أنها قضية مهمة، لكنها لا تجعلني أختار دونالد ترمب على جو بايدن… أريد أن أرى تغييرات في سياسة بايدن. لا أريد التصويت لصالح ترمب ثم أرى السياسات نفسها بالضبط». ووفقاً لمؤسسة «غالوب»، فقد تحول التعاطف الأميركي في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني بشكل متواضع تجاه الفلسطينيين على مدى العقد الماضي.
وعلى الرغم من أن 51 في المائة من الأميركيين ما زالوا أكثر تعاطفاً مع الإسرائيليين، فإن 27 في المائة يتعاطفون الآن أكثر مع الشعب الفلسطيني، مقارنة بـ12 في المائة عام 2013، كما أظهر أحدث استطلاع للرأي أجراه مركز «بيو» للأبحاث، أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للتعاطف مع الفلسطينيين في الصراع، مقارنة بمن تزيد أعمارهم على 65 عاماً، وأكثر احتمالاً بمرتين من البالغين عموماً.
وبحسب «بيو»، فإن هذا التحول في موقف جيل الشباب، لا يعكس على الأرجح فقط التغيرات في الصراع نفسه مع جنوح السياسة الإسرائيلية نحو اليمين، ولكنه يعكس أيضاً سنوات من التحركات عمل فيها الناشطون المؤيدون للفلسطينيين على ربط القضية بالحركات السياسية المحلية في الولايات المتحدة، مثل حركة «حياة السود مهمة».
وقالت لورا سيلفر، المديرة المساعدة للأبحاث العالمية في مركز «بيو»: «ليس بالضرورة أن يكون الجميع متحمسين لهذا الأمر كما نرى من المحتجين. لكن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً يختلفون كثيراً عن الأميركيين الأكبر سناً».
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن هذا التعاطف لم يُترجم بعد إلى إعطاء الأولوية للحرب كقضية تصويت في عام 2024.
وفي استطلاع رأي الشباب الذي أجراه معهد «هارفارد» للسياسة قبل وقت قصير من موجة المظاهرات وحملات القمع في الحُرم الجامعية الشهر الماضي، انتقد الأميركيون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً بأغلبية ساحقة تعامل بايدن مع الصراع في غزة. فقد رفض 76 في المائة منهم مقابل موافقة 18 في المائة، لكن 2 في المائة فقط صنفوا الصراع على أنه مصدر قلقهم الأكبر في الانتخابات، مقارنة بـ27 في المائة قالوا إنهم أكثر اهتماماً بالقضايا الاقتصادية.
التضخم لا يزال أولوية ولكن وفي أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة «إيكونوميست» بالتعاون مع «يوغوف»، أن 22 في المائة من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، يعدّون التضخم هو القضية الأكثر أهمية بالنسبة لهم. ورأى 2 في المائة أن السياسة الخارجية هي مصدر قلقهم الأكبر.
ورغم ذلك، يقول الكثير من الطلاب إن الاختلاف مع أجندة بايدن في هذه الحرب، لم يغير موقفهم منه، بما في ذلك أولئك الذين صوّتوا «غير ملتزمين» في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. وأشاروا إلى مخاوفهم بشأن المناخ واعتقادهم بأن ترمب يشكّل تهديداً للديمقراطية يدفعهم للتصويت لبايدن، ومنحه فرصة ثانية لإحراز المزيد من التقدم في القضايا الداخلية، على حد قولهم.
ومع ذلك، يرى آخرون أنه، حتى لو لم يؤد الصراع في غزة إلى تصويت جماعي للناخبين الشباب لصالح ترمب، لكن عدم تصويت الشباب لبايدن أو إحجامهم عن المشاركة في الانتخابات، قد يسبب مشكلة كبيرة له.
وأصدرت ميا اهرنبرغ، المتحدثة باسم حملة بايدن، بياناً أشارت فيه إلى استثمارات الحملة في الحُرم الجامعية ومجموعات الشباب، وعزمها على «مواصلة الظهور والتواصل مع الناخبين الشباب بشأن القضايا التي تهمهم»، بما في ذلك المناخ وقوانين الأسلحة وقروض الطلاب.