أخبار

واشنطن «ستواصل» إسقاط المساعدات على غزة رغم مطالبة «حماس» بوقفها

أعلنت الولايات المتحدة،  امس الثلاثاء، أنها «ستواصل» إسقاط مساعدات إنسانية من الجو على غزة، رغم دعوة حركة «حماس» إلى وقف هذه العمليات إثر حوادث غرق وتدافع أسفرت عن مقتل 18 شخصاً.

وعلى الرغم من تبني مجلس الأمن الدولي، الاثنين، قراراً يدعو إلى وقف «فوري» لإطلاق النار، لا تزال الحرب مندلعة في القطاع الفلسطيني الخاضع لحصار إسرائيلي مطبق والمهدّد بمجاعة، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ومساء الثلاثاء أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» في القطاع مقتل 12 شخصاً بينهم أطفال بعدما استهدفت طائرة حربية إسرائيلية خيمة لجأت إليها عائلة نازحة في منطقة المواصي التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن مدينة غزة جنوباً.

وتحولت المواصي إلى مخيم يضمّ آلاف الخيام التي نصبها النازحون على الأرصفة وفي الطرق بما تيسر لهم من مواد، بعد نزوحهم من شمال القطاع هرباً من القصف والغارات.

ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه بصدد التحقق من هذه المعلومات.

وأظهرت لقطات دخاناً كثيفاً يتصاعد ليلاً فوق مدينة رفح المجاورة.

ودلالةً على الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، حيث يواجه معظم السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة خطر المجاعة وفقاً للأمم المتحدة، أعلنت «حماس»، الثلاثاء، أنّ 12 فلسطينياً قضوا غرقاً في أثناء محاولتهم انتشال مساعدات ألقتها طائرة وسقطت في البحر.

كما قُتل 6 آخرون جراء التدافع لدى محاولة جمع رزم أُلقيت بالمظلات في أماكن أخرى.

ودعت «حماس» إلى وقف عمليات إسقاط هذه المساعدات على القطاع المحاصَر الذي دفعته الحرب المدمرة إلى حافة المجاعة.

لكنّ البيت الأبيض أعلن أن «عمليات إلقاء المساعدات بواسطة مظلات هي إحدى الوسائل العديدة التي نستخدمها لتقديم المساعدة التي يحتاج إليها فلسطينيو غزة بشكل ملحّ، وسنواصل القيام بذلك»، في موازاة «العمل من دون هوادة من أجل وصول مزيد من المساعدة الإنسانية من طريق البر».

ودعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الثلاثاء، خلال زيارة إلى إسرائيل إلى توسيع نطاق تسليم المواد الغذائية بشكل كبير لقطاع غزة الغارق في أزمة إنسانية كبرى، وذلك عبر تقليص إجراءات عبور الشاحنات المحمّلة بالأغذية.

وفي الوقت الذي أسقطت فيه طائرات أردنية وأميركية بشكل خاص مساعدات غذائية على شمال غزة، قال المكتب الإعلامي لـ«حماس» في بيان: «ندعو إلى وقف عمليات إنزال المساعدات بهذه الطريقة المسيئة والخاطئة وغير اللائقة وغير المُجدية، ونطالب بفتح المعابر البرية بشكل فوري وسريع من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى شعبنا الفلسطيني الذي يعاني الجوع والنقص الحاد في الغذاء للشهر السادس على التوالي».

يتسابقون

ولدى رؤية مظلات المساعدات، يتسابق سكان غزة إلى مواقع هبوطها ويتدافعون وأحياناً يتضاربون للحصول عليها.

وقال أحدهم، ويدعى محمد السبعاوي: «يموت أناس من أجل علبة تونة»، حاملاً علبة التونة الوحيدة التي تمكّن من الحصول عليها.

وفي مدينة غزة وصف فلسطيني آخر الأوضاع بأنها بائسة.

وقال: «ننتظر إلقاء المساعدات. نحن مستعدون للموت للحصول على علبة فول نتشاركها لاحقاً مع 18 شخصاً».

واندلعت الحرب إثر هجوم شنّته «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أوقع وفق الأرقام الإسرائيلية 1160 قتيلاً معظمهم مدنيون. كما خُطف حينها نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا مصرعهم.

وردّاً على هذا الهجوم غير المسبوق، تعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» التي تعدّها -على غرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي- منظمة إرهابية، وشنّت ضدّها عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، الاثنين، ارتفاع حصيلة الحرب في القطاع إلى 32414 قتيلاً و74787 جريحاً معظمهم من الأطفال والنساء.

والثلاثاء أكد الجيش الإسرائيلي أنه قتل مروان عيسى، الرجل الثاني في كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس».

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري: «يمكننا التأكيد أنه تم القضاء على مروان عيسى قبل أسبوعين في ضربة نفّذناها».

وسبق أن أعلن البيت الأبيض مقتل عيسى بضربة إسرائيلية.

وعلّق عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عزت الرشق، على إعلان الجيش قائلاً: «لا ثقة برواية الاحتلال عن اغتيال الاخ القائد المجاهد مروان عيسى، والقول الفصل هو اختصاص قيادة كتائب القسام».

غضب إسرائيلي

وتبنّى مجلس الأمن الدولي لأول مرة، الاثنين، قراراً يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان» الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن «يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم»، وإلى «الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن»، بعد أن امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.

وسبق أن عطّلت الولايات المتحدة، ثلاث مرات، تبني قرارات في مجلس الأمن تدعو لوقف إطلاق النار.

وتعبيراً عن غضبها من الموقف الأخير للولايات المتحدة، ألغت إسرائيل زيارة وفد لواشنطن.

وفي الأسابيع الأخيرة شدّدت الولايات المتحدة ضغوطها على إسرائيل لحماية المدنيين وللتخلي عن خطط لشن هجوم بري على مدينة رفح التي تغصّ بنحو 1.5 مليون فلسطيني معظمهم من النازحين، وفق الأمم المتحدة.

والثلاثاء، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت إن حصيلة الضحايا المدنيين في غزة «مرتفعة جداً»، و«كمية المساعدات الإنسانية منخفضة للغاية».

ورحّبت «حماس» بقرار مجلس الأمن، واتّهمت إسرائيل بـ«إفشال» الجهود الرامية إلى التوصّل إلى اتفاق يُرسي هدنة مؤقتة ويتيح إطلاق سراح رهائن إسرائيليين وأسرى فلسطينيين.

لكنّ رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، لام «حماس»، واتهمها بـ«تكرار مطالبها المتطرفة»، بما في ذلك «الوقف الفوري للحرب» و«الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة».

ووصل رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، الثلاثاء، إلى إيران، وهي حليف رئيسي لها وعدو لدود لإسرائيل.

وفي حين أنّ أقل من ثلث المستشفيات في قطاع غزة يعمل وبشكل جزئي فقط، مع نقص الطواقم والمعدات والأدوية، وفقاً للأمم المتحدة، ينفّذ الجيش الإسرائيلي عمليات حول ثلاثة مستشفيات وبداخلها، حيث يقول إن عناصر من «حماس» يختبئون. لكن الحركة تنفي ذلك.

وفي مدينة غزة، يحاصر الجيش الإسرائيلي مجمع مستشفى الشفاء الطبي، أكبر مستشفات غزة، بالدبابات منذ فجر 18 مارس (آذار). ويواصل الجيش عمليته المركّزة في المجمع الذي طوّقته دباباته وفي الأحياء المجاورة وصولاً إلى مخيم الشاطئ، حيث أعلن قتل أكثر من 170 مقاتلاً فلسطينياً واعتقال المئات.

وفي خان يونس، يحاصر الجنود مستشفى ناصر وهو أكبر مستشفيات الجنوب، بينما تطوق آليات الجيش مستشفى الأمل الذي طلب إخلاء مرضاه وطاقمه وأغلقه، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.