أخبار

هل اقترب جونسون من مبدأ ريغان «السلام عبر القوة»؟

ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شخصياً، رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، للمساعدة في تمرير المساعدات العسكرية لبلاده، عاداً إياها «ذات أهمية بالغة» لمساعدتها على صد الهجمات الروسية المتصاعدة.

وقال زيلينسكي إنه أطلع جونسون على الوضع في ساحة المعركة، وتحديداً «الزيادة الكبيرة في الإرهاب الجوي الروسي»، في مكالمة هاتفية في 28 مارس (آذار) الحالي. وأبلغه أنه في الأسبوع الماضي تعرضت المدن والمجتمعات الأوكرانية لقصف بـ190 صاروخاً، و140 طائرة من دون طيار من طراز «شاهد»، و700 صاروخ مضاد للطائرات.

 

رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون لدى عقده مؤتمراً صحافياً بعد لقاء زيلينسكي في ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

 

وقال في قراءة للمكالمة نشرت على تطبيق «تلغرام»: «في هذا الوضع يعد تمرير الكونغرس السريع للمساعدات الأميركية لأوكرانيا أمراً حيوياً».

في المقابل، قال جونسون إنه سيحاول الضغط من أجل الموافقة على هذا التمويل، بمجرد عودة مجلس النواب من إجازته في أبريل (نيسان) المقبل. وقال في مؤتمر صحافي، الأسبوع الماضي: «سنوجه انتباهنا إليها ولن نتأخر في ذلك».

وتحدث زيلينسكي أيضاً مع شبكة «سي بي إس» الأميركية حول الحاجة إلى الإمدادات العسكرية، قائلاً إن الهجوم الروسي متوقع في نهاية مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) تقريباً.

الحاجة للمساعدات الآن

 

عناصر من الدفاع المدني تعمل في موقع استهدفه صاروخ في كييف الاثنين (إ.ب.أ)

 

وقال زيلينسكي عن داعمي الولايات المتحدة وأوكرانيا الآخرين: «قبل ذلك، لا نحتاج فقط إلى الاستعداد، ولا نحتاج فقط إلى استقرار الوضع، لأن الشركاء يكونون أحياناً سعداء حقاً لأننا نجحنا في جعل الوضع مستقراً، لا، أنا أقول إننا بحاجة إلى المساعدة الآن». وأضاف زيلينسكي قائلاً إن القوات الأوكرانية تمكنت من صد التقدم الروسي خلال أسوأ أشهر الشتاء وإن الوضع «أفضل مما كان عليه قبل شهرين أو ثلاثة أشهر عندما كان لدينا عجز كبير في ذخيرة المدفعية».

 

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله السيناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام في كييف الثلاثاء (أ.ب)

 

ويواجه رئيس مجلس النواب الأميركي جونسون معضلات في الكونغرس، عمّا إذا كان تمويل أوكرانيا سيكون عبارة عن قروض أم منحة نموذجية، وهل ينبغي التعامل مع الحزمة البالغة 95 مليار دولار التي وافق عليها مجلس الشيوخ لأوكرانيا وإسرائيل وحلفاء آخرين، على أنها حزمة واحدة أم تقسيمها إلى أجزاء؟ وإلى أي مدى ينبغي له أن يدفع مجلس النواب إلى التحرك بشكل حاسم عندما يتعرض منصبه القيادي للتهديد، في ظل اعتراضات نواب ما يسمى «تجمع الحرية» اليميني، الموالي للرئيس السابق وزعيم الحزب الجمهوري دونالد ترمب؟

انتظار خطر

 

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته خطوط الجبهة في منطقة سومي شرق البلاد يوم الأربعاء (إ.ب.أ)

 

لكن انتظار جونسون للتحرك يأتي في وقت تجدد فيه روسيا هجماتها الصاروخية على كييف. وفي المناطق الشرقية من أوكرانيا، بدأت ذخيرة الجنود الأوكرانيين بالنفاد خلال محاولتهم صد الهجمات الروسية على الخطوط الأمامية. ويحذر القادة والمحللون الأوروبيون من أن الصراع قد يتطور إلى صراع أكبر بكثير، وقد يشمل في وقت لاحق اضطرار الولايات المتحدة وحلفاء الناتو على المشاركة العسكرية المباشرة إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا.

ومع تعرضه لضغوط المحافظين المتشددين في مجلس النواب، الذين يعارضون بشدة مساعدة أوكرانيا، يشعرون أيضاً بالإحباط بالفعل إزاء رغبة جونسون في العمل مع الديمقراطيين لتمرير التشريع. وقدمت النائبة اليمينية المتشددة، مارغوري غرين، الأسبوع الماضي، اقتراحاً لم تطرحه على التصويت بعد، لإقالة جونسون من منصبه، بعد تمريره قانون تمويل الموازنة الأسبوع الماضي، وحذرته من طرح تمويل أوكرانيا أمام مجلس النواب. وقالت غرين للصحافيين مباشرة بعد أن قدمت طلبها: «لا ينبغي له أن يجلب التمويل لأوكرانيا».

جونسون مولع بريغان

ويجد جونسون نفسه وسط مجلس نواب متغير لا يمكن التنبؤ به، في وقت يحتاج فيه إلى الفوز بدعم واسع النطاق من الحزبين. وقبل أن يصبح رئيساً للبرلمان، كان جونسون متشككاً بشدة في الموافقة على تمويل أوكرانيا وصوت مراراً وتكراراً ضده. ولكن الآن، بعد أن أصبح الرجل الثالث في سلم القيادة الأميركية، يستعد ليصبح حليفاً حاسماً لكييف في وقت حيث أصبحت التزامات أميركا في الخارج موضع شك. وقال جونسون: «نحن نفهم الدور الذي تلعبه أميركا في العالم، وندرك أهمية إرسال إشارة قوية إلى العالم بأننا نقف إلى جانب حلفائنا ولا يمكننا السماح للإرهابيين والطغاة بالزحف عبر العالم».

 

كييف في صباح الجمعة مع إطلاق صفارات الإنذار (رويترز)

 

ويعد جونسون من أشد المولعين باقتباسات الرئيس الأسبق رونالد ريغان، واستشهد مراراً وتكراراً بمبدأ «السلام من خلال القوة» بوصفه أحد مبادئه التوجيهية. وأشار إلى أنه سيعمل على طرح التصويت على المساعدات لأوكرانيا بمجرد عودة مجلس النواب. وإحدى الأفكار التي أثارها، هي تقسيم التمويل لأوكرانيا وإسرائيل إلى تصويتين منفصلين، مما قد يسمح له بتجاوز الخلافات في دعم البلدين بين الحزبين، حيث يعبر الكثير من الديمقراطيين أيضاً عن معارضتهم تمويل إسرائيل بسبب حربها في غزة.