أخبار

وزير الدفاع الأميركي: سنواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا مهما طال الوقت

أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأربعاء، خلال كلمته الافتتاحية التي ألقاها في الاجتماع الافتراضي لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، أن رسالته البسيطة هي: «سنواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا مهما استغرق الأمر. نحن نركز على دعم أوكرانيا وهي تواصل القتال خلال هذا الشتاء، والدفاع عن بنيتها التحتية الحيوية». وأضاف مخاطباً وزراء دفاع أكثر من 50 دولة: «نذكّر العالم بالتزامنا المشترك بدعم أوكرانيا اليوم، وعلى المدى الطويل».

رسالة تطمين

وبدت تصريحات أوستن محاولة لإزالة المخاوف بشأن تراجع الدعم الغربي، والأميركي، على وجه الخصوص لأوكرانيا، بسبب الحرب المندلعة في غزة، وعدم إقرار الكونغرس الأميركي حتى الآن أي تمويل جديد لكييف، بسبب معارضة حفنة من الجمهوريين اليمينيين لهذا التمويل.

وقال أوستن إن كفاح أوكرانيا من أجل الحرية يهمنا جميعاً، مؤكداً ما قاله الرئيس بايدن: «إنه عندما لا يدفع الطغاة ثمن عدوانهم، فإنهم يستمرون في تهديد العالم». وقال: «لا أحد منا يريد أن يعيش في عالم حيث يستطيع المتنمرون من أمثال بوتين غزو جيرانهم المسالمين والإفلات من العقاب. ونحن نرفض السماح لشكل الأمن العالمي بأن يمليه المستبدون الذين يعتمدون على القمع بالقوة في الداخل والإكراه بالقوة في الخارج».

وكان أوستن قد حذر يوم الثلاثاء، خلال زيارته لقاعدة عسكرية «سرية» شرق بولندا، من أن نجاح روسيا في أوكرانيا، سوف يشجع الصين على استخدام القوة العسكرية لتوسيع أراضيها في منطقة المحيطين الهادئ والهندي. وقال أوستن: «لا يمكننا العيش في هذا النوع من العالم… إذا كنت مستبداً آخر، كالصين على سبيل المثال، وتريد الاستيلاء على المزيد من الأراضي، ورأيت ما حدث في أوكرانيا، ولم تكن هناك أي عواقب يجب دفعها، فستشعر بالرضا تجاه ذلك».

وأشاد أوستن بتقديم «مجموعة الاتصال» أكثر من 80 مليار دولار من المساعدات الأمنية لأوكرانيا منذ شن الكرملين غزوه «الذي لا يمكن الدفاع عنه». وقال: «أنا فخور بالتزامنا الثابت. إن وحدتنا تبعث برسالة واضحة إلى بوتين، مفادها أنه لا يستطيع أن يصمد بعدنا أو ينتصر في صراع الإرادات». وأضاف أنه «بينما يواصل بوتين حربه المأساوية غير الضرورية، فقد اضطر إلى البحث عن الدعم من إيران وكوريا الشمالية».

رسالة للكونغرس

وفي محاولة لربط المصالح الأميركية والغربية بالصراع الجاري في أوكرانيا مع الحرب المندلعة في غزة، انتقد ما عده «اللقاء المروع» بين وفد من «حماس» مع كبار المسؤولين الروس في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال إن أوكرانيا وإسرائيل تواجهان أعداء لا هوادة معهم يسعون للقضاء عليهما، في رسالة بدت موجهة للكونغرس الأميركي.

وأضاف: «نحن نرى أن إيران تعمل على تأجيج الصراع في كل من غزة وأوكرانيا من خلال تسليح (حماس) وبوتين. وقال إن دعم إيران للكرملين و(حماس) يضر بأوكرانيا، والاستقرار في الشرق الأوسط، والنظام الدولي القائم على القواعد».

وعدّ أوستن اللحظة تحدياً عالمياً، قائلاً: «لا تخطئوا، الولايات المتحدة قادرة تماماً على مواصلة دعمها القوي لأوكرانيا حتى عندما نقف إلى جانب إسرائيل في ساعة حاجتها». وأضاف: «لذا، بينما تواجه أوكرانيا شتاء آخر من الحرب، فإنني أحث هذه المجموعة على تزويد أوكرانيا بقدرات الدفاع الجوي لحماية شعبها». وقال أوستن: «بينما نبذل قصارى جهدنا لدعم شريكنا، يجب علينا أن نفكر بشكل إبداعي حول كيفية الاستمرار في تلبية احتياجات أوكرانيا. وتظل الولايات المتحدة ملتزمة بالقيام بدورها».

حزم صغيرة

وفيما أشار أوستن إلى حزمة المساعدات الجديدة بقيمة 100 مليون دولار التي أعلن عنها، الاثنين، لأوكرانيا، أشاد بألمانيا لتقديمها حزمة المساعدات الأمنية الأخيرة لكييف بقيمة 1.4 مليار دولار، وتتضمن أنظمة دفاع جوي مطلوبة بشدة وذخيرة مدفعية من عيار 155 ملم.

وحتى الآن، لم يقم الكونغرس الأميركي بإقرار أي مساعدات إضافية لأوكرانيا، على الرغم من طلب إدارة الرئيس بايدن لهذه الأموال، ضمن حزمة موحدة بقيمة 106 مليارات دولار، مع إسرائيل وتايوان وأمن الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك. وهو ما دفع البنتاغون إلى التقشف في صرف الأموال المتبقية من المساعدات الأميركية السابقة، وإرساله حزم مساعدات عسكرية أصغر لأوكرانيا، بهدف إطالة أمد الأموال المتبقية، على أمل الحصول على موافقة الكونغرس في وقت لاحق. وأعربت كييف عن قلقها من تراجع شحنات القذائف المدفعية التي تتلقاها من الغرب، بأكثر من 30 في المائة، عمّا كانت عليه في السابق، في الوقت الذي بدأت فيه روسيا تنفيذ هجمات جديدة على البنى التحتية الأوكرانية في فصل الشتاء الطويل.