أخبار
تحولات بصفوف الديمقراطيين.. دعم الفلسطينيين تحد سياسي لبايدن
رغم التأييد الأمريكي غير القابل للزعزعة للعملية الإسرائيلية في غزة، إلا أن تحولات جديدة طرأت على ذلك الضوء الأخضر، مع مواصلة تل أبيب قصفها للقطاع المحاصر.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن دافع قبل أيام بقوة عن العملية الإسرائيلية التي شنتها في مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في قطاع غزة، واصفًا إياها بأنها «جهد مشروع لاستئصال الإرهاب».
ورغم ذلك، إلا أن استطلاعات الرأي الجديدة أظهرت أن التحالف القوي مع إسرائيل أصبح أمرًا صعبًا بشكل متزايد في دوائر بايدن.
وتقول صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن ثلاثة استطلاعات جديدة أظهرت كيف تغيرت وجهات النظر حول الحرب منذ الشهر الماضي، مشيرة إلى أن تلك الاستطلاعات تدل على أن الديمقراطيين يتوترون في وجهات نظرهم بشأن إسرائيل وسلوكها.
تحولات جذرية
وكان استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي – بعد وقت قصير من هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي – أن الديمقراطيين يتعاطفون مع الإسرائيليين (48%) أكثر من الفلسطينيين (22%).
لكن استطلاعاً جديداً للرأي أجرته الجامعة نفسها، ونشر يوم الخميس، أظهر أن هذا قد انقلب، فالديمقراطيون أصبحوا الآن يتعاطفون بشكل أكبر مع الفلسطينيين بنسبة 41% مقابل 34% للإسرائيليين.
استطلاع آخر أجرته مجلة إيكونوميست/يوجوف أظهر تآكلاً مماثلاً، وإن كان أقل حدة، في التعاطف النسبي مع إسرائيل، فرغم أن النسبة كانت الشهر الماضي 2 إلى 1 لإسرائيل؛ أي 34% مقابل 16%، إلا أنها انخفضت الآن إلى 23% للفلسطينيين مقابل 17% للإسرائيليين.
وأظهر استطلاع «كوينيبياك» أيضًا أن الديمقراطيين لا يوافقون على الرد الإسرائيلي على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بنسبة تزيد عن 2 إلى 1، أي 60% مقابل 27%.
الاستطلاع أشار -كذلك- إلى أن نسبة الديمقراطيين الذين يقولون إن الولايات المتحدة تؤيد إسرائيل أكثر من اللازم ارتفعت من 28% إلى 39%.
كما سجل استطلاع «يوجوف» ارتفاعا في نسبة الديمقراطيين الذين يقولون إن رد إسرائيل كان «قاسيا للغاية»، من 25% إلى 34%.
وأثار سؤال مماثل تحولا أكبر في استطلاع جديد أجرته NPR/PBS/Marist College ؛ ففي حين قال 35% من الديمقراطيين الشهر الماضي إن رد إسرائيل كان «أكثر من اللازم»، فقد ارتفع هذا الرقم الآن إلى الأغلبية: 56%.
تحديات لبايدن
كما أظهر استطلاع ماريست انخفاض تأييد الديمقراطيين لبايدن في هذه القضية من 77% إلى 60%، وخاصة بعد أن أعلن بايدن بقوة عن دعمه لإسرائيل في وقت مبكر، مما دفعه وإدارته إلى التخفيف من لهجتهم إلى حد ما في الأسابيع الأخيرة، معترضين على بعض الإجراءات التي اتخذتها الدولة العبرية.
هناك سؤال وجيه هنا حول ما إذا كان هذا يستجيب حقًا للأحداث أو بالأحرى يمثل عودة إلى المتوسط. من الممكن أننا شهدنا تدفقاً مؤقتاً من الدعم لإسرائيل بعد تعرضها للهجوم في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أعقبه سيطرة معتقدات الناس السابقة.
وتقول «واشنطن بوست»، إنه لأول مرة في القرن الحادي والعشرين، وجدت مؤسسة غالوب أن الديمقراطيين أكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الأرقام تعزز التحدي السياسي الذي يواجهه بايدن.
وأكدت أنه في حين يواصل الأمريكيون عمومًا الوقوف بقوة إلى جانب إسرائيل، فقد أدت هذه القضية منذ فترة طويلة إلى تقسيم القاعدة الديمقراطية إلى حد ما في المنتصف، مشيرة إلى أن بعض المجموعات الأقل حماسًا بشأن رئاسة بايدن وترشيحه لعام 2024 هي نفس المجموعات الأكثر تحالفًا مع القضية الفلسطينية – الشباب والأمريكيين من أصل أفريقي والإسبانيين.
ويواصل بايدن، وهو مؤيد منذ فترة طويلة لإسرائيل والذي أطلق على نفسه الشهر الماضي لقب «الصهيوني»، محاولة حل الصراع، لكن الأمر لم يعد أسهل.