أخبار
استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي
أعلنت مديرة الخدمة السرية الأميركية كيم تشيتل تقديم استقالتها بعد انتقادات لاذعة من الديمقراطيين والجمهوريين بسبب الإخفاقات الأمنية المحيطة بمحاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب. وقالت تشيتل في رسالة إلى موظفي الوكالة: «على ضوء الأحداث الأخيرة، يؤلمني أن أتخذ قراراً صعباً بالتنحي بصفتي مديرة لكم».
وفيما رحب الجمهوريون باستقالتها، ووصفوها بالخطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أن رئيس لجنة المراقبة والإصلاح الحكومي جايمس كومر أصدر بياناً قال فيه إن اللجنة «بحاجة إلى مراجعة كاملة حول كيفية حصول هذه الإخفاقات الأمنية كي نحول دون تكرارها». وعلّق ترمب، من جهته، بالقول في تصريح لـ«فوكس نيوز»: «هي لم توفر لي الحماية اللازمة، فتلقيت رصاصة من أجل الديمقراطية».
من ناحيته، أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن بياناً أشاد فيه بخدمة تشيتل على مدى أعوام طويلة، وقال: «تحمّل المسؤولية الكاملة يتطلب شجاعة وشرفاً ونزاهة، خاصة لمؤسسة مكلفة بإحدى أصعب المهام في الخدمة العامة». وتابع: «التحقيق المستقل لمعرفة ما جرى في 13 يوليو (تموز) مستمر، وأتطلع قدماً لتقييم استنتاجاته».
وكانت تشيتل، وهي المرأة الثانية التي تتسلم هذا المنصب في التاريخ الأميركي، تعرضت لانتقادات حادة بسبب الإخفاقات الأمنية التي رافقت محاولة اغتيال ترمب الفاشلة، وصلت إلى حد فتح تحقيقات تشريعية بهذا الخصوص، واستدعائها للإدلاء بإفادتها أمام الكونغرس. وقد ثارت ثائرة النواب الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء لدى رؤية مطلق النار الأميركي البالغ من العمر 20 عاماً ماثيو كروكس، يتسلل بوضوح فوق سطح أحد المباني القريبة من موقع الخطاب، وبيده بندقية (آر 15)، وتمكن كروكس من الاقتراب بشكل مثير للعجب من ترمب الموجود على مسافة 140 متراً منه، وأطلق النار قبل اقتناصه من قِبل أحد عناصر الخدمة السرية، فيما وُصف بأكبر خرق أمني منذ محاولة اغتيال الرئيس السابق رونالد ريغان.
وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها تشيتل انتقادات من هذا النوع، فقد سبق وأن تعرضت لموجة من الانتقادات جراء أحداث اقتحام الكابيتول في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021، وذلك بعد أن أصدر تحقيق فيدرالي تقريراً قال فيه إن الوكالة محت رسائل هاتفية لعناصرها خلال الأحداث، كان من الممكن لها أن تسلط الضوء على الإخفاقات الأمنية في ذلك اليوم. وبررت الخدمة السرية سبب محو الرسائل بـ«تغيير في تقنيات النظام الهاتفي» في الوكالة.
وواجهت الوكالة انتقادات متكررة كذلك بعد دخول متسلل إلى منزل مستشار الأمن القومي جايك سوليفان الذي يتمتع بحماية عناصر الخدمة السرية في عام 2023، وفي عام 2021 تأخرت عناصر الوكالة 90 دقيقة في إجلاء نائب الرئيس كامالا هاريس من موقع وجود قنبلة خارج اللجنة الوطنية الديمقراطية.
أما في عام 2014 فقد تمكن متسلل من القفز فوق سور البيت الأبيض والدخول من الباب الأمامي قبل إلقاء القبض عليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
كما كانت هناك فضيحة دعارة في كولومبيا في عام 2012 على هامش قمة الأميركيتين شملت أكثر من 20 امرأة في فندق في كارتاخينا، الأمر الذي لطخ سمعة الوكالة.