سياسة

ترامب منبوذ من أثرياء أمريكا

ارتبط اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالفئات الثرية داخل الأوساط السياسية في الولايات المتحدة، وهو ما كان من بين الأسباب الرئيسية في نجاحه سواء بالترشيحات التمهيدية في الحزب الجمهوري، أو حتى بالانتخابات الرئاسية عام 2016 أمام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وعلى مدى عامين من الوجود في البيت الأبيض، بدا أن أداء الرئيس الأمريكي غير مقنع بشكل عام لتلك الفئات الثرية بالمشهد السياسي بالولايات المتحدة، وهو الأمر الذي من الممكن أن يكون له تبعات سياسية غير مرضية لترامب، حال إعلانه ترشحه لانتخابات 2020 بشكل رسمي.

وخلال الأيام القليلة الماضية، بدأت الأوساط السياسية تبعث بمؤشراتها الخاصة عن سباق الانتخابات الرئاسية 2020، لكن أحدث استطلاع لآراء الفئات الثرية في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي تم إجراؤها بواسطة شبكة “سي إن بي سي” يُظهر بعض العلامات المثيرة للقلق للرئيس دونالد ترامب.

رغم تدنى شعبيته.. ترامب سيفوز في انتخابات الرئاسة

وقالت الشبكة الأمريكية إن أهم الرسائل التي بعث بها استطلاع الرأي هي أن فئة الأثرياء الديمقراطيين سيكونون في نشاط كبير لتأييد المرشحين المحتملين في الانتخابات الرئاسية، في حين يواجه ترامب مشكلات عظيمة في حشد التأييد الخاص بالجمهوريين الأثرياء.
ووفقًا لاستطلاع الرأي الذي تم عمله بواسطة الشبكة الأمريكية، فإن 34% فقط من أصحاب الثروات الضخمة في الولايات المتحدة، أكدوا أنهم سيصوتون لإعادة انتخاب الرئيس ترامب، إذا ما أُجريت الانتخابات اليوم.

وعلى الرغم من كون هذه النتائج بدت خطيرة لمستقبل ترامب السياسي، لا سيم فقد تأييد الفئة الاجتماعية التي ينتمي لها بالمجتمع الأمريكي، فإن ما هو أكثر إثارة للانتباه، هو تناقص شعبيته لدى الجمهوريين الأثرياء، حيث خسر ترامب أكثر من ثلث الناخبين من هذه الفئة.
وقال 62% فقط من المليونيرات الجمهوريين إنهم سيصوتون للرئيس إذا أجريت الانتخابات اليوم، فيما توزعت أصوات ما يزيد على 35% من إجمالي الأصوات بين عشرة مرشحين ديمقراطيين مختلفين من المحتمل ترشحهم للرئاسة، في حين ذهبت أصوات 22% من أصوات الجمهوريين الأثرياء إلى مرشحين اثنين آخرين.

ترامب 2018.. السياسة كادت تطرده من البيت الأبيض

ويمثل استطلاع آراء المليونيرات الذي أجرته شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية في نوفمبر الماضي، التوجه العام لتلك الفئة النشطة بالاستحقاقات الديمقراطية، لا سيما في ظل مشاركة 95% منها في انتخابات التجديد النصفي التي أقيمت في الشهر الماضي.

ويُحلل المسح اتجاهات وسلوكيات الاستثمار لدى 750 مستثمرا ممن تصل ثروتهم إلى مليون دولار أو أكثر، حيث يفصح المشاركون في استطلاع الرأي عن القرارات المالية السياسية التي يمكن أن يتخذوها إذا كانوا في السلطة أو تلك التي يرغبون في أن ينفذها مرشحهم الرئاسي.

وخلال الاستطلاع انتمى 39.9% من المُستطلعة آراؤهم من إجمالي 750 مليونيرا للحزب الجمهوري، فيما كان 32.4% من المستقلين و25.7% من الديمقراطيين.
ويشير هذا التوجه إلى أن الرئيس الأمريكي افتقد جزءا كبيرا من شعبيته في حزبه الجمهوري، كما أنه يعاني لكسب أصوات المستقلين من الأثرياء، الأمر الذي يعطي مؤشرًا واضحًا لصعوبة انتصاره سياسيًا في الانتخابات الرئاسية بعد عامين.

الجمهوريون يستعدون لتحدي ترامب على الترشح الرئاسي

وبدت المؤشرات الأولى للتقارير المتداولة بشأن خريطة المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية، تُرجح أن ترامب لن يكون الخيار الرئيسي لحزبه، خاصة في ظل العديد من الأشخاص الذين قد يظهرون في الصورة من جديد، وعلى رأسهم المرشح الرئاسي السابق ميت رومني.

ومن المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة ظهور عدد من القيادات الجمهوريين ليعلنوا ترشحهم على بطاقة التأييد الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المنتظرة في 2020.

اترك تعليقاً