سياسة
جهود أخيرة فى قمة مجموعة السبع للحدّ من الانقسامات بسبب ترامب
تختتم قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، أمس السبت، أعمالها بجولة أخيرة من المفاوضات فى محاولة للحدّ من الانقسامات التى أثارها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المنشغل بلقائه المرتقب مع الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون.
وتشكل التجارة نقطة الخلاف الرئيسية فى الاجتماع الأول لمجموعة السبع بعد دخول الرسوم الأمريكية على الفولاذ والألمنيوم المستورد حيز التنفيذ.
ورفض الأوروبيون سريعا اقتراح ترامب حول احتمال عودة روسيا الى المجموعة التى أخرجت منها عام 2014 بعد ضمّ القرم. واعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن “عودة روسيا الى مجموعة الدول السبع غير ممكنة طالما لم نرَ أى تقدم أساسى فى ما يخصّ المشكلة الأوكرانية“.
وبعد أن كتب ترامب سلسلة تغريدات عبّر فيها عن غضبه حيال الاتفاقات “غير العادلة” التى تُثقل التجارة الأمريكية، ظهر مبتسما فى الصورة الجماعية التقليدية وجامل رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو و”صديقه” الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.
وأكد مصدران قريبان من المفاوضات أن كل من القادة أصرّ على موقفه أثناء اجتماع العمل الرئيسى، بحيث حاول الأوروبيون مواجهة “سيل الانتقادات” التى يوجهها ترامب اليهم بحجج مدعمة بأرقام، وقال مصدر فرنسى انها لحظة “صعبة” لكنها يمكن أن تكون “ضرورية” لـ”تنفيس الاحتقان“.
لكن يبقى من الصعب فى هذه الظروف التوصل الى “بيان مشترك” كما جرت العادة فى اجتماعات مجموعة السبع السابقة، يعدد النوايا الحسنة للقوى العالمية فى المجال الاقتصادى والدبلوماسى والبيئى، وبينما قال ترامب إنه يتوقع نشر بيان على هذا النحو، إلا أن أعضاء من الوفود تحدثوا عن تسوية.
وعمليا، سيأخذ ذلك شكل نصّ عليه توقيع سبع جهات ويخصص فقرات على حدة للموقف الأمريكى المتباين حول النقاط الأكثر حساسية وهى التجارة وأيضا الاتفاق النووى واتفاق باريس حول المناخ اللذين أعلن ترامب انسحاب بلاده منهما.
وهناك فرضية أخرى تقول انه سيتم نشر “إعلان” موقع فقط من الرئاسة الكندية لمجموعة السبع، يلحظ النقاط الخلافية، وهو أمر بقدر ما هو مهم بالنسبة للدبلوماسيين ضرورى بالنسبة للرأى العام.
وحاولت المستشارة الألمانية التى أجرت حديثا جانبيا مع الملياردير الأمريكى، تهدئة الأجواء حيال التجارة عبر اقتراح إجراء حوار ثنائى بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، وفق مصدر فرنسى.
وقال المصدر نفسه إنها تنوى الدفاع عن فكرة “آلية تقييم مشتركة” بين الأمريكيين والأوروبيين “لمنع حصول أى أزمة أخرى فى قطاع آخر غير قطاع الفولاذ والالمنيوم” لا يثقل على التبادلات التجارية العابرة للمحيط الأطلسى، وتخشى برلين حملة أمريكية على صناعة السيارات الألمانية.
وانتقد مستشار الرئيس الأمريكى للشؤون التجارية بيتر نافارو فى مقال نشرته الخميس صحيفة “نيويورك تايمز”، الرسوم التى اعتبرها ثقيلة جدا والمفروضة على صادرات السيارات الأمريكية إلى أوروبا، فقال “لا شئ مفاجئ فى أن الألمان يبيعون ثلاث سيارات مقابل سيارة أمريكية واحدة مصدرة الى ألمانيا“.
سواء صدر بيان ختامى أم لا، ستُجرى مجموعة الدول السبع السبت جلسات عمل مختلفة حول المناخ مثلا قبل أن تُختتم أعمال القمة بمؤتمرات صحفية يعقدها رؤساء الدول والحكومات، باستثناء ترامب. فالرئيس الأمريكى الذى كان آخر من وصل الى كيبيك صباح الجمعة، سيكون أول المغادرين السبت.
ويلتقى ترامب الثلاثاء كيم جونج أون فى سنغافورة. ولم يخف الرئيس الأمريكى أبدا أن هذه القمة التاريخية حول “نزع السلاح النووى” الكورى الشمالى تحظى باهتمامه أكثر بكثير من المحادثات مع حلفاء الولايات المتحدة القديمين.