سياسة

الاستخلاص المعزز للنفط.. سلاح كولومبيا لرفع إنتاج الخام 15%

تبني كولومبيا آمالًا عريضة على تقنيات الاستخلاص المعزز للنفط في تعزيز إنتاج الخام بنسبة 15%، مستغلة أسعار الطاقة المرتفعة.

وتستهدف كولومبيا زيادة إنتاج النفط الخام بواقع 15%، عبر استخدام تلك التقنيات لاستغلال أسعار الطاقة المرتفعة، حتى في الوقت الذي تدفع فيه البلاد صوب الحياد الكربوني، وفق ما صرّحت به وزيرة المناجم والطاقة الكولومبية إريني فيليز، في مقابلة مع وكالة رويترز.

الاستخلاص المعزز للنفط

يُعرف “الاستخلاص المعزز للنفط” على أنه تقنية تنطوي على استخدام حزمة من التقنيات، مثل الطرق الحرارية أو طرق الامتزاج أو حتى العمليات الكيماوية، التي تهدف خصيصًا إلى رفع مستويات النفط القابلة للاستخراج من حقل نفطي معين، بحسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتأمل حكومة الرئيس غوستافو بيترو -وهي أول إدارة يسارية تقود البلد الكائن في أميركا اللاتينية- في فطم كولومبيا عن الاعتماد على الغاز الروسي في الصناعات التنقيبية -مثل التعدين والنفط- والتحول تدريجيًا إلى الزراعة وأنماط الطاقات المتجددة، من بين قطاعات أخرى عديدة.

ومع ذلك، فإن قطاعي الطاقة والتعدين هما مصدران رئيسان للدخل في كولومبيا.

عائد الإتاوات

حققت بوغوتا ما قيمته 6.4 تريليون بيزو كولومبي (1.3 مليار دولار أميركي) من عائدات الإتاوات في العام الماضي (2021)، وفقًا للتقديرات الصادرة عن جمعية النفط الكولومبية.

يجيء هذا فيما تتوقع جمعية التعدين الكولومبية أن تجلب عائدات الإتاوات في قطاع التعدين ما إجمالي قيمته 4.84 تريليون بيزو كولومبي في العام الجاري (2022).

(البيزو الكولومبي = 0.00021 دولارًا أميركيًا)

وبينما تناقش الحكومة إمكان منح عقود جديدة في مجال الإنتاج والاستكشاف النفطي، فإن بمقدور كولومبيا أن تستغل تقنية الاستخلاص المعزز للنفط في دعم الإنتاج من الآبار القائمة بالفعل، وترفع الإنتاج إلى 862 ألفًا و500 برميل يوميًا، في ظل بقاء الأسعار عند مستويات مرتفعة، حسبما صرّحت فيليز لوكالة رويترز.

وأضافت فيليز: “التقنية ممكنة ما دامت الأسعار العالمية مرتفعة. وبالتالي فإن هذه التقنية ممكن استعمالها في الظرف الراهن، بالنظر إلى أننا نشهد أوج أسعار النفط العالمية الآن”.

وتنتج كولومبيا نحو 750 ألف برميل يوميًا، ويتعيّن أن تظل أسعار النفط عند مستوى 65 دولارًا للبرميل أو يزيد، كي تكون تقنية الاستخلاص المعزز للنفط ذات جدوى من الناحية المالية، وفق ما قالته المسؤولة الكولومبية، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأضافت فيليز: “رغم أن هذا الهدف يظل أولوية خلال العام المقبل (2022)، فإنه لا يسعنا أن نضمن تحقيقه”.

وفي الوقت الذي تدفع فيه الدول الثرية باتجاه ضخ مليارات الدولارات في خزانات الدول الأخرى أمثال فيتنام وجمهورية جنوب أفريقيا وإندونيسيا، لمساعدتها على التخلص من الاعتماد على الفحم مصدرًا للطاقة، تستكشف كولومبيا -أيضًا- جميع الخيارات المتاحة أمامها للتحول من الوقود الأحفوري، وفق ما قالته فيليز.

اجتماعات كولومبيا والبنك الدولي

مؤخرًا، جرت اجتماعات بين مسؤولين كولومبيين ونظرائهم من مجموعة البنك الدولي، وتركزت حول المساعدات التي يمكن أن تحصل عليها بوغوتا في هذا الخصوص، بحسب فيليز.

وفي هذا السيناريو قالت الوزيرة الكولومبية: “سنستكشف الإمكانات المتاحة، نظرًا إلى أننا نعتقد أن من الأهمية القصوى أن نعد العدة، وبالتأكيد، سنحتاج إلى موارد إضافية”، في إطار التحول من الاقتصاد الذي يعتمد على الوقود الأحفوري إلى الاقتصاد الإنتاجي.

ورغم أن “إيكوبترول”، عملاقة صناعة النفط التي تسيطر الحكومة الكولومبية على معظمها، تأخذ موقع الريادة في إطلاق مبادرات الطاقة المستدامة، فإن هناك خططًا طموحة لمساعدتها على التحول إلى الطاقة النظيفة.

وفي معرض تعقيبها في هذا الصدد، قالت وزيرة المناجم والطاقة الكولومبية: “هذا بالطبع سيحتاج إلى تعديلات تنظيمية”، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وكان حجم الإنتاج النفطي الذي سجلته “إيكوبترول” قد بلغ 720 ألف برميل يوميًا في الربع الثالث من العام الجاري (2022)، قياسًا بـ684 ألف برميل يوميًا في المدة ذاتها من العام الماضي (2021)، حسبما نشر موقع “إن جي آي” NGI المتخصص في أخبار الغاز.

وفي غضون ذلك، مثّل إنتاج الغاز الطبيعي، والغاز الطبيعي المسال، وغاز النفط المسال، ما نسبته 24% من إجمالي حجم إنتاج الشركة في الربع الثالث المنتهي في سبتمبر/أيلول (2022)، بزيادة نسبتها 13% من الربع ذاته في العام الماضي (2021).

المصدر : الطاقة